الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } * { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } * { لَـٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ }

{ إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا } يعني بالمصائب، ثم بيَّن تعالى أخبار المنافقين فقال تعالى: { وإذا أنزلت سورة } من القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيها الأمر بالايمان والجهاد { مع رسوله استأذنك } أي طلب منك الإذن في القعود { أولو الطول منهم } ، قيل: أولو المال والقدرة، وقيل: الطول الغنى، وقيل: هم الكبراء { وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين } ، قيل: النساء والصبيان، فقال سبحانه: { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } ، قيل: النساء، وقيل: المخلفين { وطبع على قلوبهم } ، قيل: نكتة سوداء جعلت علامة لقلب الكافر روي ذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقيل: هو ذم لهم { وجاء المعذِّرون من الأعراب } " الآية نزلت في رهط عامر بن الطفيل جاءوا في غزوة تبوك يستأذنون في التخلف وقالوا: إن نحن غزونا معك أغارت أعراب على أهالينا ومواشينا فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الله أنبأني عن أخباركم وسيغني الله عنكم " وقيل: نزلت في الذين تخلفوا العذر بإذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يكن لهم عذر، وقيل: هم أهل العذر عن ابن عباس، وقوله: { ليؤذن لهم } في التخلفات { وقعد الذين كذبوا الله ورسوله } يعني كذبوا فيما قالوا أنهم مؤمنون { ليس على الضعفاء } الآية نزلت في عبد الله بن أم مكتوم أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هل لي من رخصة في الجهاد فسكت (صلى الله عليه وآله وسلم) فنزلت الآية، وقيل: نزلت في جماعة من ضعفاء المسلمين أرادوا الجهاد ولم يتمكنوا منه، قيل: الضعفاء المشائخ والزمنى، وقيل: من لا يقدر على الخروج فقد عذره الله تعالى، قوله تعالى: { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم } يعني طلبوا منك مركوباً تحملهم عليه حرصاً على الجهاد، قلت: لا أجد ما أحملكم عليه { تولوا } اعرضوا عنك وانصرفوا باكيين { وأعينهم تفيض من الدمع حزناً } يعني من الحزن على التخلف { ألا يجدوا ما ينفقون } ليخرجوا معك.