الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ ٱلشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ } * { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ } * { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَاعِدِينَ } * { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }

قوله تعالى: { انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله } الآية نزلت في المتخلفين عن غزوة تبوك من المنافقين، وقيل: بل استأذنه جماعة من المؤمنين في التخلف ففيهم نزلت الآية، ومعناه خفافاً وثقالاً يعني شباباً وشيوخاً، وقيل: مشاغيل وغير مشاغيل، وقيل: ركباناً ومشاة، وقيل: أغنياء وفقراء، وذكر الأصم أن الآية لما نزلت جاء ابن أم مكتوم فقال: يا رسول الله أعليَّ جهاد؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما أنت إلاَّ خفيف أو ثقيل " ، فرجع ولبس سلاحه ووقف بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " فنزل قوله تعالى: { ليس على الأعمى حرج } { ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } بثواب الجهاد { لو كان عرضاً قريباً } أي غنيمة حاضرة { وسفراً قاصداً } سهلاً قريباً { لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة } أي المسافة والسفر البعيد { وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم } وكانوا مستطيعين فحلفوا كذباً { عفى الله عنك } ، قيل: عفى عنك عما أقدمت عليه من غير إذن الله تعالى وهو إذنه للمنافقين في القعود عن الغزو، وقيل: شيئان فعلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يؤمر بهما اذنه للمنافقين وأخذه للفدية من الأسارى، فعاقبه الله تعالى على ذلك { حتى يتبين } من صدق في عدته ومن كذب فيه { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا } يعني ليس من عادة المؤمنين أن يستأذنوك في أن يجاهدوا { انما يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر } يعني المنافقين وكانوا تسعة وثلاثين رجلاً { فهم في ريبهم يترددون } عبارة عن التحيز { ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة } نزلت في المنافقين كعبد الله بن أبي بن سلول وجدّ بن قيس وغيرهما ممن تخلَّف عن غزوة تبوك، وقيل: لما تخلفوا أنزل الله تعالى قوله: { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً } ، قوله تعالى: { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً } والعدة هيئة الحرب من السلاح والكراع فتركهم لذلك يدل على عزمهم على التخلف { ولكن كره الله انبعاثهم } أي انطلاقهم وخروجهم إلى الغزو لأن خروجهم كان معصية ونفاقاً { وقيل اقعدوا مع القاعدين }: قيل: المرضى، وقيل: الضعفاء والنساء والصبيان { لو خرجوا فيكم ما زادوكم } يعني لو خرج المنافقون معكم أيها المؤمنون ما زادوكم { إلا خبالاً } ، قيل: فساداً، وقيل: شراً، وقيل: عذراً ومكروهاً { ولأوضعوا خلالكم } يعني بالنميمة لافساد نيتكم، وقيل: لسارعوا فيما يحل بكم { يبغونكم الفتنة } بأن توقعوا الخلاف فيما بينكم ويفسدوا نياتكم في مغزاكم { وفيكم سمَّاعون لهم } أي نمامون يسمعون حديثكم فيلقونه إليهم، أو فيكم قوم يسمعون للمنافقين ويطيعون، وقيل: فيكم عيون منهم ينقلون أخباركم إلى المشركين { والله عليم بالظالمين } يعني هؤلاء المنافقين الذين ظلموا أنفسهم.