الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } * { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } * { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } * { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } * { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } * { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ }

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من قرأ سورة الأعلى أعطاه الله من الأجر عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد (عليهم السلام) " ، وعن علي (عليه السلام): " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب هذه السورة، وأول من قال: سبحان ربي الأعلى ميكائيل " ، وقال رسول الله: " يا جبريل أخبرني عن ثواب من قالها في صلاته أو غير صلاته " قال: من قالها فإنه يكون ميزانه أثقل من العرش والكرسي وجبال الدنيا ويقول الله: صدق عبدي اشهدوا يا ملائكتي إني قد غفرت له وأدخلته الجنة، وعن علي (عليه السلام): " لما نزل قوله:فسبّح باسم ربك العظيم } [الواقعة: 74] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اجعلوها في ركوعكم ولما نزل قوله: { سبح اسم ربك الأعلى } قال: اجعلوها في سجودكم ".

والمعنى قل سبحان ربي الأعلى، وقيل: نزّه ربك عما يصفه به المشركون { الذي خلق فسوى } أي سوَّى خلقه وأعضاءه وحواسه { والذي قدّر الخلق } على ما خلقهم من الصور والهيئات وأجرى لهم من أسباب المعائش، وهذا يدلك على معرفة توحيده، وقيل: قدر الأرزاق والآجال وهدى إلى التوحيد { والذي أخرج المرعى } الحشيش والنبات وما هو قوت البهائم والوحوش { فجعله غثاءً } أي ضروباً وأجناساً من المرعى، وقيل: غثاءً هشيماً يابساً { أحوى } قيل: أسود من شدة خضرته { سنقرئك } قيل: سنعلمك القرآن ويقرأه عليك جبريل وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نزل عليه القرآن لم يفرغ من آخر الآية حتى يقرأ أولها مخافة أن ينساه { إلاَّ ما شاء الله } يرفع حكمه وتلاوته، وقيل: إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله، وقيل: إلا ما شاء الله أن ينسى وقد شاء الاستثناء { إنَّه يعلم الجهر } من القول { وما يخفى } فأراد سائر الأشياء { ونيسّرك لليسرى } قيل: نيسر لك دخول الجنة، وقيل: نعينك على ما أمرناك حتى يسهل عليك الخطاب، وقيل: بالألطاف.