الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }

قال: " نجم رمى به وهو من آيات الله " ، فعجب أبو طالب فأنزل الله: { والسماء والطارق } قسم برب السماء وقيل: بالسماء { وما أدراك ما الطارق } ففسر ذلك فقال سبحانه: { النجم الثاقب } أي هو النجم الثاقب مثل المضيء كأنه يثقب الظلام بضوئه، وقيل: الثاقب الذي يرمي الشيطان، وقيل: العالي على النجوم وهو زحل، وطروق النجوم ظهورها بالليل وخفاؤها بالنهار { إن كل نفس لمَّا عليها حافظ } هذا جواب القسم حافظ من الملائكة يحفظون عمله ورزقه وأجله، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " وكل بالمؤمن مائة وستون ملكاً يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد الى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين " { فلينظر الإِنسان ممّ خلق } أي الذين ينكرون البعث لينظروا في أنفسهم كيف خلقهم وماذا خلقهم { خلق من ماء دافق } أي مدفوق مصبوب بالرحم { يخرج من بين الصلب والترائب } قيل: يخرج من الرجل من الصلب ومن المرأة من الترائب والله يخلق الولد منهما، وقيل: الترائب موضع القلادة، وقيل: بين ثدي المرأة، وقيل: عنى به اليدين والرجلين والعينين { إنه على رجعه لقادر } يعني هذا الذي خلقه ابتداء من هذا الماء يقدر على رجعه حيّاً بعد الموت، وقيل: رد الماء في الصلب { يوم تبلى السرائر } يعني يوم القيامة تبلى تكشف الأسرار فيظهر ما كان يخفيه { فما له من قوةٍ ولا ناصر } ينصره فيدفع عنه العذاب { والسماء } قيل: قسم بنفس السماء، وقيل: برب السماء { ذات الرجع } قيل: ذات المطر والذي يرجع به حالاً بعد حال، وقيل: شمسها وقمرها ونجومها تغيب ثم تطلع { والأرض ذات الصدع } أي تصدع بالنبات { إنه لقول فصل } هذا جواب القسم ومعناه أن الاحياء بعد الموت والوعد بالبعث قول فصل، وقيل: أنه يعني القرآن وما فيه من الوعد والوعيد والأحكام قول حق وهو الوحي { وما هو بالهزل } أي أنه جدّ ليس بلعب، والهزل نقيض الجدّ ويصيره اللهو واللعب هزل يهزل هزلاً { إنهم } يعني الكفار { يكيدون كيداً } أي يحتالون في الايقاع بك وبمن معك ويريدون إطفاء نورك { وأكيد كيداً } أي أريد أمراً آخر على ضد ما يريدون أو أريد ما ينقص تدابيرهم وهو الدفع عنك وإتمام أمرك وإظهار دينك { فمهّل الكافرين أملهم رويداً } فمهّل الكفارين أي انظرهم ولا تعاجلهم وارضَ بتدبير الله فيهم رويداً، أي امهالاً قليلاً لأن ما هو كائن قريب، قيل: أراد يوم بدر، وقيل: يوم القيامة.