الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } * { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } * { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } * { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } * { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } * { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } * { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ كلا } ردع وزجر أي لا تكذبون فاتصل بقوله هذه النار، وقيل: معناه حقاً { إن كتاب الأبرار } أي المخلصين { لفي عليّين } في السماء السابعة وفيها أزواج المؤمنين، وقيل: تحمل كتبهم وتدفع إلى حملة العرش فيحفظونه، وقيل: في السماء السابعة تحت العرش، وقيل: لوح من زبرجدة خضراء مخلوق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيها، وقيل: ساق العرش، وقيل: هو الجنة، وقيل: تقدير الكلام أن كتاب الأبرار كتاب مرقوم في عليين أي مقبولاً عند الله { وما أدراك ما عليون } { كتاب مرقوم } فيه تقرّ أعينهم { يشهده } يحضره { المقربون } يعني الملائكة { إن الأبرار لفي نعيم } في الجنة { على الأرائك } قيل: السرائر { ينظرون } إلى أعدائهم كيف يعذبون، وقيل: ينظرون إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والملك { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } يعني يتبين في وجوههم أثر النعمة { يسقون من رحيق } قيل: خمر طيبة صافية { مختوم } { ختامه مسك } قيل: آخره ومقطعه مسك بأن يوجد ريح المسك عند خاتمة شربه، وقيل: ختم انائه بالمسك لا من الطين الذي يختم في الدنيا { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فليرغب الراغبون { ومزاجه } أي خلطه ذلك الشراب { من تسنيم } قيل: اسم لعين في الجنة، أي ذلك التسنيم { عيناً يشرب بها المقربون } قيل: تجري من تحت العرش { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون } الآية إلى آخر السورة نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة والعاص وأصحابهم كانوا يضحكون من عمار وخباب وصهيب وبلال وغيرهم من فقراء المسلمين، وقيل: نزلت في شأن علي (عليه السلام) وكان إذا مرَّ بهم ضحكوا منه، وقوله: { يتغامزون } يشير بعضهم إلى بعض بالأعين استهزاء بهم { وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين } يعني إذا رجعوا إلى أهليهم رجعوا فاكهين، وفكهين قيل: مسرورين، وقيل: أشرين بطرين، يعني من قرأ فكهين فمعناه ذلك، وقيل: مجتمعين بأنفسهم { وإذا رأوهم } يعني رأوا المؤمنين { قالوا إن هؤلاء لضالون } عن الحق { وما أرسلوا عليهم حافظين } يعني ما كلفوا حفظهم وحفظ أعمالهم { فاليوم } يعني يوم القيامة { الذين آمنوا من الكفار يضحكون } لأنهم كانوا أعداء للمؤمنين فكان سرور المؤمنين في تعذيب أولئك { على الأرائك } الأماكن الرفيعة والأسرة المفروشة { ينظرون } قيل: إلى النعم التي أعطاهم الله تعالى، وقيل: كيف يعذبون أعداؤهم { هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون } يعني هل جُوْزوا لفعلهم، وقيل: هل بمعنى قد، وقيل: يقول المؤمنون بعضهم لبعض: هل ثوّب الكفار بأعمالهم سروراً ما نزل بهم، وقيل: يقوله الله تعالى للمؤمنين: ألم أجازيهم؟ ومتى قيل: متى استُعمِل لفظ الثواب في العقوبة؟ قلنا: الثواب حقيقته ما يرجع على صاحبه من عاقبة عمله إلا أنه عليه الإِثابة بالنعم فاستُعمِل هاهنا، وقيل: إنما قيل ذلك لمقابلة ما فعل بالمؤمنين، أي هل ثوّب الكفار كما يثوب المؤمن؟ فذكر الثواب للمقابلة.