الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ٱلأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } * { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً واتقوا الله إن الله غفور رحيم } روي انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا " وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، ولم يكن لنبي أن يصلي حتى يبلغ محرابه، وأعطيت الرعب لمسيرة شهر يكون بيني وبين المشركين فيقذف الله الرعب في قلوبهم - وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعث الى قومه - وبعثت الى الجن والإِنس - وكانوا يعزلون الخمس فتجيء النار فتأكله - وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي وأخرت شفاعتي لأمتي " { يأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم } " الآية نزلت في العباس بن عبد المطلب لما قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " افد ابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث " فقال له: يا محمد تركتني أتكفف قريشاً ما بقيتُ، فقال له: " فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها: ما أدري ما يصيبني هذا لك ولعبد الله والفضل؟ " فقال: وما يدريك؟ فقال: " أخبرني ربي " فقال العباس: وأنا اشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله " ، وقال العباس: قد أبدلني الله خيراً من ذلك لي عشرون عبداً إن أدناهم لبتصرف في عشرين ألفاً وأرجو المغفرة من ربي { وإن يريدوا } يعني الأسرى { خيانتك } أي نكث ما بايعوك عليه من الإِسلام والردة واستحباب دين آبائهم { فقد خانوا لله من قبل } في كفرهم { فأمكن منهم } يوم بدر كما رأيتم فسيمكن منهم إن عادوا للخيانة { إن الذين آمنوا وهاجروا } أي فارقوا أوطانهم وقومهم حبَّاً لله ولرسوله فهم المهاجرون { والذين آووا } إلى ديارهم ونصروهم على أعدائهم فهم الأنصار { بعضهم أولياء بعض } أي يتولى بعضهم بعضاً في الميراث، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون القرابات، فنسخ ذلك بقوله:وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } [الأحزاب: 6] { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء } ، قيل: في الميراث لأنهم لم يهاجروا { حتى يهاجروا } فحينئذ يحصل لكم ذلك { وإن استنصروكم في الدين } طلبوا نصركم وإعانتكم على الكفار { فعليكم النصر إلاَّ على قوم بينكم وبينهم ميثاق } يجب الوفاء به { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } ، قال ابن عباس: الآية نزلت في مواريث مشركي العرب، وقيل: قال رجل يورث ذوي أرحامنا من المشركين فنزلت هذه الآية قيل: في الميراث، وقيل: النصر والمعونة ومعناه نهي المسلمين عن موالاة الكافرين { إلا تفعلوه } يعني أن لا تفعلوا ما أمركم الله به من تواصل المسلمين وتولي بعضهم بعضاً، وقال: ابن جريج: ألا تفعلوا وتناصروا، قال الثعلبي: ألا تفعلوا وهو أن يتولى المؤمن الكافر { تكن فتنة في الأرض } ، قيل: ضلالة عظيمة، وقيل: كفر عظيم لأن المسلمين ما لم يكونوا يداً واحدة كان الشرك ظاهراً والفساد زائداً { والذين آمنوا } صدقوا الله ورسوله { وهاجروا } هاجروا قومهم وعشيرتهم ودورهم يعني المهاجرين { وجاهدوا في سبيل الله أولئك } { هم المؤمنون حقاً } قال الثعلبي: حققوا إيمانهم بالهجرة والجهاد وبذل المال في دين الله تعالى { لهم مغفرة } لذنوبهم ورزق كريم وهو الجنة { والذين آمنوا من بعد } ، قيل: بعد نزول الآية، وقيل: بعد الحديبية، وقيل: بعد الفتح { فأولئك منكم } أي من جملتكم أيها المؤمنون { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض } ، قيل: في المواريث بإجماع المفسرين { في كتاب الله } عنده في اللوح المحفوظ قاله في الثعلبي في قسمة الله المواريث التي قسمها وبينها في القران في سورة النساء { إن الله بكل شيء عليم }.