الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } * { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } * { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ وان يريدوا أن يخدعوك } ، قيل: بنو قريظة، وقيل: سائر الكفار { فإن حسبك الله } أي كافيك كما أيدك بالملائكة والمؤمنين { وألَّف بين قلوبهم } ، قيل: نزلت في الأوس والخزرج كان القتال بينهم مائة وعشرين سنة حتى جاء الإِسلام فصاروا إخواناً بعدما كانوا أعداء { يأيها النبي حسبك الله } الآية والمعنى كافيك الله { ومن اتبعك من المؤمنين } ، وقيل: الآية نزلت في ثلاثة وثلاثين رجلاً وست نسوة { يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال } أي حثهم على محاربة المشركين { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } من عدوهم { وإن يكن منكم مائة } صابرة { يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } ، قيل: أن ذلك كان واجباً عليهم وكان عليهم ألا يفروا ويثبت الواحد للعشرة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث حمزة في ثلاثين راكباً فتلقى أبا جهل في ثلاثمائة راكب، فنسخ ذلك وخفف الله عنهم بعد مدة طويلة بمقاومة الواحد للاثنين، وأنزل الله تعالى: { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً } ، أي في الواحد عن قتال العشرة والمائة عن قتال الألف { فإن يكن منكم مائة صابرة } ثابتة في القتال محتسبة تثبت عند لقاء العدوّ { يغلبوا مائتين } من الكفار { وإن يكن منكم } أيها المسلمون { ألف يغلبوا ألفين بإذن الله } بأمره ونصره وهذا خبر، والمراد الأمر من الله تعالى { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } الآية نزلت في أسارى بدر وكانوا سبعين رجلاً فيهم العباس وعقيل بن أبي طالب وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) استشار الصحابة فأشار علي (عليه السلام) وعمر بالقتل وأشار أبو بكر وعثمان بالفداء، وروي أن سعد بن معاذ (رضي الله عنه) أشار بالقتل وفدى العباس نفسه بأربعين أوقية، والاثخان القتل، وقيل: الاثخان الغلبة للبلدان وأهلها يعني يتمكن في الأرض { تريدون عرض الدنيا } حطامها بأخذكم الفداء { والله يريد } ثواب { الآخرة } بقهركم المشركين ونصركم دين الله تعالى { والله عزيز حكيم } { لولا كتاب من الله سبق } يعني لولا حكم من الله سبق لاثباته في اللوح المحفوظ وهو أنه لا يعاقب أحداً بخطأ، وكان هذا خطأ في الاجتهاد لأنهم نظروا أن في استفدائهم ربما كان سبباً في إسلامهم وتوبتهم، وأن فداءهم يتقوى به على الجهاد في سبيل الله وخفي عليهم أن قتلهم أعزّ للإِسلام، وقيل: كناية أن سيحل لهم الفدية الذي أخذوها، وقيل: هو أن أهل بدر مغفور لهم، وقيل: أنه لا يعذب أحداً إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهي ولم يتقدم نهي عن ذلك { لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " لو نزل بنا عذاب ما نجى منَّا إلا الذين أشاروا بالقتل ".