الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } * { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَادِ وَلَـٰكِن لِّيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

{ واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه } عند الشافعي: سهم الله تعالى يقسم على خمسة أسهم للرسول يصرف إلى ما كان يصرفه إليه من مصالح المسلمين، وسهم ذوي القربى من أغنيائهم وفقرائهم يقسم عليهم للذكر مثل حظ الانثيين، والباقي للفرق الثلاث، وعن علي (عليه السلام) أنه قيل له أن الله تعالى قال: واليتامى والمساكين فقال: هم يتامانا ومساكيننا، وعن الحسن: سهم رسول الله لأولي الأمر من بعده، وقيل: الآية نزلت ببدر، وقيل: كان الخمس في غزوة بني قينقاع بعد بدر بشهر وثلاثة أيام، قال في الثعلبي: كانت الغنيمة تقسم على خمسة أخماس: فأربعة أخماس لمن قاتل عليها، ويقسم الخمس الباقي على خمسة أخماس خمس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخمس لذوي القربى، وخمس لليتامى، وخمس للمساكين، وخمس لابن السبيل، فسهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمس الخمس، قوله تعالى: { إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان } يوم فرق فيه بين الحق والباطل { يوم التقى الجمعان } يوم بدر، والجمعان الفريقان من المسلمين والكفار، والمراد ما أنزل عليه من الآيات والملائكة والفتح يومئذ { إذ أنتم بالعدوة الدنيا } مما يلي المدينة { وهم بالعدوة القصوى } مما يلي مكة { والركب أسفل منكم } يعني الركب الأربعين الذين كانوا يقودون العير أسفل منكم بالساحل، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأعلى الوادي والمشركون بأسفله، والعير قد انحاز بها أبو سفيان على الساحل، وفي العدوة قرابات كسر العين وهي قراءة أهل مكة ورفقها { ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد } لقلَّتكم وكثرة عدوكم { ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً } من إعزاز دينه وإعلاء كلمته حين وعد المسلمين إحدى الطائفتين منهم غير مبينة حتى خرجوا ليأخذوا العير { ليهلك من هلك عن بينة } بما رآه يوم بدر، وقيل: قول لا إله إلا الله، وقيل: أراد بالهلاك فعل ذلك معجزة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونصرة لأوليائه عن بينة عن حجة أي بعد إقامة الحجة { ويحيى من حيّ عن بينة } بما أراه يوم بدر، وقيل: قول لا إله إلا الله، وقيل: بالهلاك بالضلال، وبالحياة حياة الدين { إذ يريكهم الله } يعني المشركين { في منامك } يا محمد، يعني نومك، وقيل: في موضع نومك وهو العين، وذلك أن الله تعالى أراهم إياه في منامه قليلاً، فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه، وقالوا: رؤيا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حق، فكان نعمة من الله شدد بها قلوبهم { ولو أراكهم كثيراً لفشلتم } يعني لجبنتم عن قتالهم { ولتنازعتم } اختلفتم في محاربتهم { ولكن الله سلم } أي عصم وأنعم بالسلامة من الفشل والتنازع { إنه عليم بذات الصدور وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً } وإنما قللتم في أعينهم تصديقاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال ابن مسعود: لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبي: أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، فأسرنا رجلاً فقلنا له: كم كنتم؟ قال: ألفاً { ويقلّلكم } يا معشر المؤمنين { في أعينهم } حتى قال قائلهم: إنما هم أكلة جذور وإنما قللهم في أعين الكفار لئلا يستعدوا لهم ولا يحذروهم كل الحذر { ليقضي الله أمراً كان مفعولاً } من الانتقام من أعدائه على تلك الصفة والانعام على أوليائه { يأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً } أي حاربتم جماعة { فاثبتوا } لقتالهم ولا تفروا { واذكروا الله كثيراً } في مواطن الحرب مستظهرين بذكره مستبصرين به داعين على عدوكم اللهم اخذلهم اللهم اقطع دابرهم { لعلكم تفلحون } بالنصر والظفر { وأطيعوا الله } فيما أمركم به { ولا تنازعوا فتفشلوا } يعني أن اختلافكم يؤدي إلى الفشل وهو الجُبن والضُعف { وتذهب ريحكم } يعني دولتكم ونصركم.