الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوۤاْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

{ ان شر الدوابِّ عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } ، قيل: نزلت الآية في بني عبد الدار بن قصي، قالوا: نحن صم بكم عما جاء به محمد فلا نسمعه ولا نجيبه، يعني أن شر ما يدب على الأرض من خلق الله عنده هؤلاء { ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم } العلم والقرآن { ولو أسمعهم لتولَّوا } عن القرآن { وهم معرضون } عن الإِيمان { يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } يعني إذا دعاكم إلى الإِيمان والطاعات التي هي حياة النفوس، وقيل: الى الحق لما يحييكم من علوم الدين والشرائع لأن العلم حياة كما أن الجهل موت { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } يعني يحول بين المرء والانتفاع بقلبه وإذهاب اللب، وقيل: بالموت، وقيل: بالنوم، وقيل: أراد تبديل قلبه من حال إلى حال لأنه مقلب القلوب سبحانه وتعالى واعلموا أنكم { إليه تحشرون } تجمعون فيجازيكم بأعمالكم { واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة } أي العذاب لا يصيب ذلك الظالم وحده، بمعنى لا تفعلوا المعاصي وامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإنكم إن لم تفعلوا أعمكم العذاب، وقيل: هو عذاب الاستئصال يصيب الظالم عقوبة وغيره محنة، وقيل: هو القحط، وقيل: هو الذنب، قال في الغرائب: هي الفتنة في زمن علي (عليه السلام) وقال فيه أيضاً: هي إظهار البدع { واذكروا إذ أنتم قليل } يا معاشر المهاجرين { مستضعفون } يعني مكة قبل الهجرة { تخافون أن يتخطفكم الناس } لأن الناس كانوا لهم أعداء منافقين { فآواكم } إلى المدينة { وأيدكم بنصره } بمظاهرة الانصار وإمداد الملائكة يوم بدر { ورزقكم من الطيبات } من الغنائم { لعلكم تشكرون } { يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم } الآية نزلت في خاطب بن أبي بلتعة حين كتب الى أهل مكة أن محمداً يريدكم، وقيل: نزلت في أبي لبابة الأنصاري حين حاصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهود بني قريظة إحدى وعشرون ليلة فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلح فلم يقبل منهم إلاَّ حكم سعد بن معاذ، فاستشاروا أبي لبابة، فأشار عليهم أبو لبابة إلى حلقه وأنه الذبح فلا تفعلوا ثم مات أبو لبابة، وقيل: الخطاب للمؤمنين، وقيل: للمنافقين الذين آمنوا ظاهراً، قيل: لا تخونوا الله بترك فريضته والرسول بترك سننه وشرائعه، قال الحسن: من ترك شيئاً من الدين وضيّعه فقد خان الله، وقوله: { وتخونوا أماناتكم } ، قيل: إذا خانوا الله تعالى فقد خانوا أماناتهم، وقيل: الأموال أمانة في أيديكم { وأنتم تعلمون } ما في الخيانة من العقاب، وقال قتادة: واعلموا أن دين الله أمانة فأدوا إلى الله تعالى ما ائتمنكم عليه من فرائضه وحدوده، ومن كانت عليه أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها { يأيها الذين آمنوا ان تتقوا الله } بطاعته وترك معصيته { يجعل لكم فرقاناً } ، قال في الثعلبي: مخرجا في الدنيا والآخرة، وقيل: نصراً، وقيل: فصلاً بين الحق والباطل { ويكفِّر عنكم سيئاتكم } ، ويمحوا ما سلف من ذنوبكم { ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم }.