الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا } * { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } * { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَٰهَآ } * { إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَٰهَا } * { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَٰهَا }

{ والأرض بعد ذلك دحاها } قيل: خلق الأولى من غير دحو قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، وقيل: دحيت الأرض من تحت البيت يعني الكعبة وكان خلق قبل الدنيا بألفي عام، وقيل: بعد بمعنى قبل كقوله:ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } [الأنبياء: 105] أي من قبل الذكر وهو القرآن { أخرج منها } من الأرض { ماءها } الذي به حياة كل شيء من الحيوانات والأشجار والنبات { ومرعاها } المرعى العشب ونحوه { والجبال أرساها } أثبتها { متاعاً لكم } أي تنتفعون بها وبما يخرج مأكولاً ومشروباً وملبوساً وزينة، وكذلك المنفعة بالجبال لما فيها من المعادن، وما يفجر فيها من العيون يعني منفعة { لأنعامكم } وهو الغيث { فإذا جاءت الطامة الكبرى } وهو القيامة لأنها تطم على كل شيء، أي تغلو وتغلب، وقيل: الطامة النفخة الثانية، وقيل: حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار { يوم يتذكر الإِنسان ما سعى } يعني يتذكر عند قراءة الكتب ما عمل من خير وشر { وبرزت الجحيم } أي أظهرت النار لمن رآها { فأمّا من طغى } جاوز الحد في الطغيان { وآثر الحياة الدنيا } أي اختارها وعمل بها وتمتع بملاذها { فإن الجحيم هي المأوى } أي المرجع { وأما من خاف مقام ربه } قيل: مقامه للعَرض والحساب للجزاء والانتصاف من الظالم للمظلوم { ونهى النفس عن الهوى } أي امتنع عن المعاصي { فإن الجنة هي المأوى } أي مصيره { يسألونك عن الساعة } القيامة { أيان مرساها } أي متى أرساها، أي إقامتها وإنما يسألوك تكذيباً، وقيل: إيهاماً على العوام { فيم أنت من ذكراها } قيل: ليس عندك علم لوقتها ومتى تكون؟ وإنما عليك انها تكون لا محالة، وقيل: فيم تم الكلام أي في ماذا سؤالهم عما لا يعنيهم ثم ابتدأ فقال أنت من ذكراها أي من أعلامها فإنك خاتم الأنبياء { إلى ربك منتهاها } يعني منتهى علمها، أي لا يعلم وقتها إلا هو { إنما أنت منذر من يخشاها } يعني من يخاف القيامة { كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاَّ عشية أو ضحاها } قيل: إذا رأوا أهوال يوم القيامة وما دفعوا اليه من العذاب كأن لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة، وقيل: حيث الآخرة يرون الدنيا ساعة، وقيل: أراد لبثهم في القبور، وقوله تعالى: { عشية أو ضحاها } أي آخر ساعتي النهار أما ضحوة أو عشية.