الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا }

{ قلوب يومئذ واجفة } قيل: خائفة، إنه يوم القيامة، وقيل: يوم أحد والخندق، يعني قلوب المنافقين مضطربة من الخوف { أبصارها خاشعة } ذليلة بالية { قالوا تلك إذاً كرة خاسرة } على ما يعدنا، وقيل: خاسرة كاذبة { فإنما هي زجرة واحدة } أي صيحة ونفخة واحدة يريد النفخة الثانية { فإذا هم بالساهرة } قيل: على وجه الأرض أحياء بعدما كانوا أمواتاً في جوفها، وقيل: في الأرض الآخرة، سميت الأرض ساهرة لأنه يسهر فيها وينام وهي في اللغة الفلاة، وقيل: هي جهنم { هل أتاك } يا محمد { حديث موسى إذ ناداه ربه } أي دعاه وقال: يا موسى { بالواد المقدس } المطهر { طوى } قيل: وادي، وقيل: طوى بالبركة، وقيل: واد في الشام عند الطور، وقيل: هو الموضع الذي كلم فيه موسى { إذهب إلى فرعون إنه طغى } أي جاوز الحد في العصيان { فقل هل لك إلى أن تزكى } أي تفعل يا فرعون ما تصير به زاكياً أي طاهراً { وأهديك إلى ربك فتخشى } عقابه { فأراه الآية الكبرى } في الآية محذوف وهو أنه جاء فرعون وأدّى رسالة ربه وأراه الحجة الكبرى وهي العصا تصير حية تسعى واليد البيضاء تلألأ من غير سوء { فكذّب } فرعون { وعصى } قيل: عصى موسى، وقيل: عصى الله { ثم أدبر } أي تولى وأعرض عن الايمان { يسعى } يعمل بالفساد، وقيل: لما رأى الحيّة هرب { فحشر } أي جمع السحرة، وقيل: جمع الناس { فنادى } فيهم { أنا ربكم الأعلى } قيل: ريّس قومي، وقيل: أراد أن يلبس عليهم، وقيل: قال: إنما أنا ربكم فامنعوني من هذا الساحر ومن هذه الحيّة، فلما لم يؤمن { أخذه الله } أي عاقبه { نكال الآخرة والأولى } يعني في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار { إن في ذلك لعبرة } لعظة { لمن يخشى } عقاب الله تعالى { أأنتم } أيها المنكرون للبعث، وقيل: أأنتم أيها الناس { أشدّ خلقاً أم السماء بناها } يعني من قدر على خلق السماء ورفعها من غير عمد قدر على إحيائكم بعد الموت { رفع سمكها } أي سقفها { فسوَّاها } أي أحكمها { وأغطش ليلها } أي أظلم ليلها { وأخرج ضحاها } فأبرز ضوء شمسها، يدل عليه قوله:والشمس وضحاها } [الشمس: 1] وأضاف الليل والنهار إلى السماء لأنهما يكونان بظهور الشمس فيها وغيبتها منها.