الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } * { لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ } * { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ } * { كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } * { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } * { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ } * { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }

{ ألم نخلقكم من ماء مهين } كما فعلنا بأولئك نفعل بالعصاة { ويل يومئذ للمكذبين } السالكين سبيلهم في التكذيب، وقيل: { كذلك نفعل } بهؤلاء يوم بدر { فجعلناه في قرار مكين } أي مكان يقر فيه ويثبت { إلى قدر معلوم } قيل: إلى وقت معلوم وهو وقت الولادة، والقرار المكين أرحام الأمهات { فقدرنا } التقدير معناه قدرنا خلقه ذكراً أو أنثى طويلاً أو قصيراً، وقيل: قدرنا أحوال النطفة من تقلبة من حال إلى حال حتى يصير حياً { فنعم القادرون } لذلك، ومن قرأ بالتخفيف قدرنا على جميع ذلك وهي رواية عاصم { ويل يومئذ للمكذبين } { ألم نجعل الأرض كفاتاً } قيل: ذات كفت أي ضم وجمع والأرض كافتة، وقيل: كافتة للخلق { أحياء وأمواتاً } { وجعلنا فيها رواسي } في الأرض رواسي جبال ثوابت { شامخات } عاليات { وأسقيناكم ماء فراتاً } عذباً { ويل يومئذ للمكذبين } وعن ابن عباس: أموال الأنهار أربعة: جيحان وفيه دجلة، وسيحان نهر بلخ، وفرات الكوفة، ونيل مصر { ويل يومئذ للمكذبين } هذه النعم { انطلقوا } أي يقال لهم انطلقوا اذهبوا قبل هذه { انطلقوا إلى ظل } دخان جهنم ينقسم { ثلاث شعب } شعبة عن يمينه وشعبة عن يساره وشعبة أمامه، وقيل: هو الترادف { لا ظليل } يرد { ولا يغني من اللهب } ولا ينفع منه { إنها } يعني جهنم { ترمي بشررٍ } أي من شدة غليانها وهو ما يطاير من النار { كالقصر } جمع القصور التي هي البنيان { كأنه جمالات صفر } شبهت بالقصور ثم بالجمال جمع جمالات ما جمع من الجمال، والصفر جمع أصفر، وقد يسمَّى الأسود من الابل أصفر لأنه يشرب بسواده بشيء من صفرته { ويل يومئذ للمكذبين } { هذا يوم لا ينطقون } بشيء ينفعهم، وقيل: يختم على أفواههم { ولا يؤذن لهم فيعتذرون } قيل: لا يسمع لهم عذر حتى يعتذروا، وقيل: أي عذر لمن أعرض من خالقه { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الخبر { هذا يوم الفصل } أي الحكم والقضاء بين الخلق { جمعناكم والأولين } يعني كفار هذه الأمة تحشر مع كفار الأمم قبلهم { فإن كان لكم كيدٌ فكيدون } أي ان كان لكم حيلة فتخلصون بها من العقاب فاحتالوا { ويلٌ يومئذ للمكذبين } بيوم الفصل { إن المتقين } الذين يجتنبون الكبائر { في ظلال } الجنة، وقيل: ظلال الأشجار والقصور { وعيون } أنهار جارية { وفواكه مما يشتهون } ويقال لهم على وجه الإِكرام: { كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون } القائلون ذلك الملائكة { إنا كذلك نجزي المحسنين } { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعد، ثم عاد إلى المكذبين فقال سبحانه: { كلوا } أي يقال لهم { كلوا وتمتعوا } في الدنيا فإنه لا ينفعكم ولا يغني عنكم من العذاب شيء، وهذا وعيد لهم { قليلاً } قيل: مدة قليلة فإن المؤمن كائن لا محالة { إنكم مجرمون } قيل: مشركون، وقيل: مذنبون، وقيل: من كانت همته بطنه وفرجه فهو خاسر محروم { ويل يومئذ للمكذبين } بهذا الوعيد { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } قيل: يقال لهم اركعوا في الدنيا إذا أمروا بالصلاة، وقيل: في الآخرة { ويل يومئذ للمكذبين } { فبأي حديث بعده يؤمنون } أي بأي حديث بعد القرآن يؤمنون.