الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } * { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً } * { عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } * { إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } * { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً } * { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً } * { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَٱسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } * { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } * { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ ويطوف عليهم ولدان مخلدون } أي يدورون عليهم بالخدمة، وقيل: لما يحتاجون إليه من الطعام والشراب { مخلدون } أي باقون دائمون لا يموتون، وقيل: مقرطون { إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً } قيل: كاللؤلؤ المنثور في حسنه، وقيل: اللؤلؤ في الصفاء وحسن المنظر، ومعنى منثوراً أي متفرقون في الخدمة ليتم لهم النعمة { وإذا رأيت } ثم قيل: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: لكل مكلف تقديره إذا رأيت أيها الانسان أو أيها السامع، وروي أن أسوداً قال: يا رسول الله إذا دخلت الجنة أترى عيني ما ترى عينك؟ قال: " نعم " فما زال يبكي حتى مات، يعني إذا رأيت الجنة { رأيت نعيماً وملكاً كبيراً } قيل: هو الملك الدائم الأبدي، وقيل: الكثير، ان أدناهم منزلة من ينظر في ملكه من مسيرة ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه { عاليهم ثياب سندس } أي على أهل الجنة ثياب فاخرة سندس { خضر واستبرق } قيل: ديباج من ألوان مختلفة رقيق وغليظ { وحلوا أساور من فضة } قيل: يحلون تارة بالذهب وتارة بالفضة لجمع المحاسن، وقيل: يجمعهما الله { وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً } يعني طاهراً لا يخالطه النحس، يعني خلق لهم ذلك وأعطاهم، وقيل: سقاهم الملائكة { إن هذا كان لكم جزاء } على أعمالهم { وكان سعيكم مشكوراً } أي مقبولاً مرضيّاً { إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً } آية بعد آية، وقيل: تنزيلاً مصدر ذكره تأكيداً { فاصبر لحكم ربك } بمعنى انتظر حكم الله فيك وفيهم، وقيل: أن تبلغ الكتاب { ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً } قيل: آثماً ولا كفوراً، وقيل: الاثم أبو جهل والكفور الوليد بن المغيرة، وقيل: هو عام { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً } قيل: صباحاً ومساءاً، وقيل: دائماً، وقيل: أراد به الصلاة بكرة أول النهار وأصيلاً آخره { ومن الليل فاسجد له } العشي والمغرب، وقيل: أراد التطوع { وسبّحه ليلاً طويلاً } من الليل ثلثه أو نصفه، قال الهادي في تفسيره: والطويل الذي أمر الله به فهو من حين يدخل في الصلاة إلى أن يفرغ منها { إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم } قيل: خلف ظهورهم العمل للآخرة، وقيل: وراءهم أمامهم والأول أظهر، وقوله: { يوماً } يوم القيامة { ثقيلاً } على أهل العذاب { نحن خلقناهم وشددنا أسرهم } قيل: خلقهم، وقيل: الأسر المفاصل، وقيل: أوصالهم بعضها إلى بعض { وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلاً } لو أردنا ذلك فعلنا { إن هذه } قيل: الرسالة، وقيل: السورة، وقيل: الجنة وما وصف من أحوالها { تذكرة } أي عظة تذكرونها { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } أي أزحنا العلة بالقدرة والأدلة، وقيل: طريقاً إلى رضائه { وما تشاؤون إلاَّ أن يشاء الله } قيل: لا تسألون الطاعة والانقياد إلى مرضاة الله إلا وقد شاء الله من قبل حين أمر به فأوعد عليه ونهى عن تركه، وقيل: لا تشاؤون ذلك اختياري إلا أن يشاء الله أن يخبركم عليه ويضطركم إليه فحينئذ تشاؤون ولكن لا ينفعكم ذلك { إن الله كان عليماً حكيماً } يعني عليماً بالمصالح حكيماً فيما كلفه { يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً } أي وجيعاً.