الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً } * { عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } * { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً }

{ قل } يا محمد { إن أدري أقريب ما توعدون } قيل: القيامة، وقيل: اراد القيامة، وقيل: أراد العذاب أي لا أعلم ذلك قريب يعجل { أم يجعل له ربي أمداً } أي أجلاً وغاية تطول مدتها { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً } أي لا يطلع على غيبه أحداً { إلاَّ من ارتضى من رسولٍ } أي من يصطفيه ويختاره فيعطيه ما يشاء من الغيب على ما يرى من المصلحة { فإنه يسلك من بين يديه } من ارتضى للرسالة { ومن خلفه رصداً } حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين يطردونهم عنه ويعصمونه من وساوسهم حتى يبلغ ما أوحي به اليه، وعن الضحاك: ما بعث نبي إلا ومعه ملائكة يحرسونه من الشياطين إن يتشبهوا بصور الملائكة { ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم } كما هي محروسة من الزيادة والنقصان { وأحصى كل شيء عدداً } من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار، فكيف يحيط بما عند الرسول من وعيد وكلامه؟ وقيل: كان إذا نزل الوحي بعث الله جبريل ومعه ملائكة يحرسون الوحي فيحرسون النبي من كفار الإِنس والجن إلاَّ أن يؤدي ويبلغ إلى الخلق، وقيل: رصداً حفظة من الملائكة ليعلم، قيل: ليعلم محمد أن الرسل قبله أتوا رسالات ربهم وبلغوا، وقيل: الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم، وقيل: ليعلم الله ومعناه ليظهر من المعلوم ما كان الله عالم به.