الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } * { وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً } * { قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً } * { قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } * { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً }

{ وأن المساجد لله } قيل: هي المواضع المهيَّأة للصلاة، وقيل: البقاع كلها فكل موضع يسجد فيه فهو مسجد، وقيل: هي الأعضاء التي يسجد عليها وهي سبعة أعضاء وهي لله تعالى لأنه خلقها ورباها وأنعم لها { فلا تدعوا مع الله أحداً } يعني أخلص العبادة له، وقيل: تدعو غير الله كما يفعله اليهود والنصارى والمشركون، قال الحسن: من السنة إذا دخل الرجل المسجد أن يقول: لا إله إلا الله لا أدعو مع الله أحداً { وأنه لمَّا قام عبد الله } يعني محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوه يقول: لا إله إلا الله { كادوا } يعني الجن { يكونون عليه لبداً } حرصاً على استماع القرآن، واللبد المتراكب بعضه فوق بعض، ولبد رأسه إذا لزق بعض شعره ببعض، وقيل: لما قام عبد الله يدعوه تلبدت الجن والإِنس على هذا الأمر ليطفئوا نور الله والله متم نوره ومظهره، وقيل: لما دعا قريشاً إلى التوحيد اجتمعوا وازدحموا عليه حنقاً وغيظاً وكادوا يعني المشركين يتلبدوا عليه لابطال أمره { قل إنَّما أدعو ربي } أي ليس هذا ببديع أني أدعو ربي وأدعو إلى توحيده وعدله وتنزيهه عما لا يليق به { ولا أشرك به أحداً } { قل إنّي لا أملك لكم ضراً ولا رشداً } قيل: خطاب للمشركين الذين تجمعوا لابطال أمره إني لا أملك عذابكم ولا نجاتكم بل الأمر فيه إلى الله تعالى وهذا اعتراف بالعبودية، وقيل: لا أستطيع أقسركم على الغيّ والرشد إنما القادر على ذلك الله عز وجل { إلا بلاغاً } استثناء منه أي لا أملك { إلاَّ بلاغاً من الله } { قل إني لن يجيرني من الله أحد } قيل: ان المشركين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنك أتيت بأمر عظيم لم يسمع مثله وإنك قد عاديت الناس فارجع عن هذا ونحن نجيرك فأنزل الله: { لن يجيرني من الله أحد } أي لن يمنعني من أمر يريده بي { ولن أجد من دونه ملتحداً } قيل: ملجأ أنزل إليه، وقيل: نصيراً، وقيل: مدخلاً في الأرض { إلاَّ بلاغاً من الله } يعني تبليغاً لرسالاته فإنه ملجأي وملتحدي ومنه لي الأمر والنجاة وأراد بالرسالة ما أرسل لأجله من بيان الشرائع التي لا تتم إلا به ويحتمل أن يكون للتأكيد جمع بينهما { ومن يعص الله ورسوله } أي خالف أمره وارتكب معاصيه، وقيل: هو عام يدخل فيه البلاغ وغيره { فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } { حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقلّ عدداً }.