الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } * { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } * { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } * { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } * { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً }

{ إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك } أي أرسلناه لينذر قومه { من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليم } موجع قيل: عذاب الدنيا بالاستئصال، وقيل: عذاب الآخرة { قال يا قوم إني لكم نذير مبين } أي مبين وجوه الأدلة في الوعيد وبيان العذاب وآداء الرسالة وبيان الأحكام ومعالم الدر { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } أي اتقوا معاصيه وأطيعون فيما أؤدي إليكم فانكم إذا فعلتم ذلك { يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى } أي وقت الموت والمدة المضروبة فلا يهلككم بالعذاب والطوفان، وقيل: إن آمنتم زاد في أجلكم وإن لم تؤمنوا أهلككم { إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون } أي لو علمتم أن في عبادتكم تأخير الأجل، وقيل: لو علمتم ما في التوبة من عظم النجاة لبادرتم إليها، ثم بيَّن تعالى قول نوح لما لم يجيبوه إلى دعوته ولم يقبلوا مقالته فقال سبحانه: { قال } نوح { رب إني دعوت قومي } إلى الإِيمان بك وإلى عبادتك { ليلاً ونهاراً } يعني دائماً متصلاً، وقيل: دعوت بعضهم ليلاً وبعضهم نهاراً، وقيل: دعوت مرة ليلاً ومرة نهاراً والأول الوجه { فلم يزدهم دعائي إلاّ فراراً } انكاراً وادباراً { واني كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم } كراهة السماع { واستغشوا ثيابهم } أي غطّوا وجوههم بثيابهم لئلا يروا نوحاً ولا يسمعوا صوته { وأصرّوا } أي داموا على كفرهم { واستكبروا } اي تكبروا وانفوا عن قبول الحق { استكباراً } قيل: كان الرجل يذهب بابنه إلى نوح ويقول: يا بني احذر هذا ألاَّ يغويك فإن أبي ذهب بي إليه فحذرني كما حذرتك { ثم إني دعوتهم جهاراً } أي إعلاناً، أي: { أعلنت لهم } الدعوة { وأسررت } قيل: دعاهم بكل وجه، وقيل: دعوتهم مرة بالإِعلان ومرة بالإِخفاء ودعوت طائفة سرَّاً وطائفة جهراً، ومتى قيل: ما معنى قول نوح وفعلت والله أعلم به قيل: إظهار للعبودية وبذل للجهد في الطاعة له والدعاء اليه مع تمردهم، وقيل: شكا منهم ومن سوء صنعهم وما قابلوه.