الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } * { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } * { وَنَرَاهُ قَرِيباً } * { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ }

{ فاصبر صبراً جميلاً } بحسن عشرتهم ودعوتهم إلى الله ودينه والتأني وترك العجلة والمداراة { إنهم يرونه بعيداً } الضمير في يرونه للعذاب الواقع لا ليوم القيامة لأن كل آت قريب، يعني يوم القيامة، وقيل: يرون العذاب بعيداً ونحن { نراه قريباً } عنهم لاستحقاقهم، ثم وصف اليوم الموعود فقال: { يوم تكون السماء كالمهل } ، قيل: عكر الزيت، وقيل: كالصفر المذاب { ولا يسأل حميمٌ حميماً } أي قريبٌ قريباً لشغل كل إنسان بنفسه، وقيل: لا يسأل حميم حميماً ليعرف حاله لأن كل أحد يعرف بسيماه { يبصرونهم } أي يبين لهم الحميم بأبصارهم فلا مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه يبصر قرينه وحميمه وعشيرته ولا يكلمه شغلاً بنفسه { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه } { وصاحبته } امرأته { وأخيه } { وفصيلته } عشيرته الأقربون { التي تؤويه } يأوي إليها { ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه } { كلا } أي ليس ذلك لا ينجيه أحد من عذاب الله ثم ابتدأ { إنها لظى } ، قيل: الدركة الثانية، وقيل: اسم لجهنم سميت بذلك لأنها تلتهب { نزّاعة للشوى } ، قيل: الأطراف كاليد والرجل والهام، وقيل: أم الرأس، وقيل: اللحم دون العظم { تدعو } يعني النار تدعو إلى نفسها { من أدبر } عن الإِيمان وأعرض، قيل: الله ينطقها حتى تدعوهم، وقيل: خزنة النار { وجمع فأوعى } يعني جمع المال وكسبه فلم يؤدِ حقه { إن الإِنسان خلق هلوعاً } ، قيل: الهلوع الحريص الضجور، وقيل: هو الذي { إذا مسّه الشر جزوعاً } { وإذا مسّه الخير منوعاً } ، وقيل: شحيحاً، وقيل: إذا مسّه الخير لم يشكر، وإذا مسّه الشر لم يصبر، وإذا مسّه الخير منع حق الله { إلاَّ المصلين } أراد جميع المؤمنين { الذين هم على صلاتهم دائمون } يعني يديمون إقامة الفرائض { والذين في أموالهم حق معلوم } وهو ما يخرج من صدقة أو صلة رحم، وقيل: الزكاة المفروضة { للسائل } الذي يسأل { والمحروم } الذي حرم الرزق لقلة السؤال، وقيل: الذي لا شيء له، وقيل: المحروم الزمن، وقيل: الذي لا حظ له بالعطاء، وقيل: الكلب والسنور ونحوهما مما يطوف على الإِنسان { والذين يصدقون بيوم الدين } أي يوم القيامة { والذين هم من عذاب ربهم مشفقون } أي خائفون { إن عذاب ربهم غير مأمون } أي لا يأمن حلوله إلا العصاة، وقيل: يخافون ألا تقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم { والذين هم لفروجهم حافظون } { إلاَّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المجاوزون الحدّ.