الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } * { فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }

{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً } الآية نزلت لما كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهاهم الله تعالى عن ذلك، يا بني آدم خطاب عام، قد أنزلنا مع آدم وحوى حين أهبطا، وقيل: معناه أنه ينبت بالمطر الذي ينزل، وقيل: خلقنا لكم، وقيل: ألهمناكم صنعتها واللباس ما يلبس من الثياب وغيرها { يواري سوءاتكم } يعني عوراتكم { وريشاً } الريش لباس الريشة، وقيل: هو المال استعير من ريش الطائر لأنه ريشه { ولباس التقوى ذلك خير } ، قيل: العمل الصالح ويدخل فيه جميع أنواع الخير، وقيل: هو الصوف والخشن من الثياب، وقيل: لباس الحرب والدرع وغيرها، وقيل: ستر العورة، وقيل: خشية الله تعالى { يا بني آدم } خطاب لجميع المكلفين وعظة لهم { لا يفتننكم الشيطان } لا يضلنكم عن الدين ولا يصرفنكم عن الحق، قوله تعالى: { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } قبيله: أتباعه، من الجن والإِنس، ومتى قيل: لم يرونا ونحن لا نراهم؟ قيل: لأن الله تعالى جعل لأبصارهم قوَّة شعاع يرى بعضهم بعضاً ويروننا وليس لأبصارنا تلك القوة، وعن مالك بن دينار: أن عدواً يراك ولا تراه لشديد الموتة إلا من عصمه الله تعالى { إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون } ، قيل: حكمنا وبينا أنهم يتناصرون على الباطل { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا } ، إن قيل: من أين أخذها أباؤكم قالوا: الله أمرنا بها، وقيل: أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء، ويقولون: نطوف كما ولدنا، وعن الحسن: إن الله تعالى بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى العرب وهم قدرية محبرة يحملون ذنوبهم على الله تعالى وتصديقه، قوله تعالى: { وإذا فعلوا فاحشة } والفاحشة اسم جامع لكل المعاصي والقبائح، وقيل: هو الشرك، وقيل: أن أهل الجاهلية أهل أخبار قالوا: لو كره الله منَّا ما نحن عليه من الدين لنقلنا عنه، فذلك قوله تعالى: { والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمرُ بالفحشاء } أي بالقبائح، وكفى به رداً على أهل الخير { أتقولون على الله ما لا تعلمون } { قل } يا محمد { أمر ربي بالقسط } اي بالعدل، وقيل: بالتوحيد { وأقيموا وجوهكم } بالاخلاص لله سبحانه عند الصلاة وفي السجود { وادعوه } واعبدوه { مخلصين له الدين } في الطاعة والعبادة { كما بدأكم } خلقكم أحياء لا من شيء أولاً { تعودون } أحياء بعد الموت والفناء، وقيل: تعودون على ما أنتم عليه المؤمن على إيمانه والكافر على كفره { فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة } ، قيل: المراد بالهدى الدلالة وذلك أن المؤمن نظر فعرف وهؤلاء لم يعرفوا، وقيل: الهدى إلى طريق الثواب والضلال عنه بالعقاب في النار { إنهم اتخذوا الشياطين أولياء } يعني يوم القيامة بالطاعة فيما أمروهم به.