الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } * { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ } * { وَٱكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـآ إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِيۤ أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـاةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } * { ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأَغْلاَلَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

{ ولما سكت عن موسى الغضب } ، قيل: زال غضبه لتوبتهم { أخذ الألواح } التي كان فيها التوراة { وفي نسختها } يعني ما نسخ وكتب فيها عن أبي مسلم، وقيل: في نسختها التي نسخ منها بنو إسرائيل { هدى ورحمة } قال ابن عباس: هدى من الضلالة ورحمة من العذاب { للذين هم لربهم يرهبون } أي يخشون فيعلمون بها { واختار موسى قومه سبعين رجلاً } ، قيل: اختار من اثني عشر سبطاً من كل سبط ستة حتى كانوا اثنين وسبعين فقعد كالب ويوشع، وروي أنه لم يصب الاَّ ستين شيخاً، فأوحى الله إليه أن يختار من الشباب عشرة فاختارهم، فأصبحوا شيوخاً فأمرهم موسى أن يصوموا ويتطهروا ويطهروا ثيابهم حتى خرج بهم موسى إلى طور سيناء لميقات ربه وكان أمره ربه أن يأتيه في سبعين رجلاً من بني إسرائيل فلما دنا موسى من الجبل وقعوا سُجّداً لله تعالى فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فأقبلوا اليه فطلبوا الرؤية فوعظهم وزجرهم وأنكر عليهم فقالوا:يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } [البقرة: 55] ثمقال رب أرني أنظر إليك } [الأعراف: 143] يريد أن يسمعوا الرد والإِنكار من جهته فأجيب بلن تراني، ثم رجف بهم الجبل فصعقوا، وقيل: ماتوا فعند ذلك { قال } موسى { رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي } من قبل الميقات، وقيل: أن يرى ما يُرى من تبعه طلب الرؤية، قوله تعالى: { أتهلكنا } يعني جميعاً نفسه وإياهم إنما طلب الرؤية زجراً للسفهاء { إن هي إلا فتنتك } يعني محبتك وابتلاؤك حين كلمتني وسمعوا كلامك فاستدلوا به على الرؤية حتى افتتنوا فضلّوا { تضل بها من تشاء } يعني تعاقب من تشاء وهم أهل المعصية، وقيل: تضل من تشاء بالترك { وتهدي من تشاء } بألطافك { أنت ولينا } ناصرنا وحافظنا { فاغفر لنا } الآية { واكتب لنا } يعني واثبت لنا { في هذه الدنيا حسنةً } يعني عافية وحياة طيبة وتوفيقاً في الطاعة { وفي الآخرة } الجنة { إنَّا هدنا إليك } أي تبنا إليك { قال عذابي أصيب به من أشاء } وهو من استحق العقوبة وقرأ الحسن من أساء الاساءة { ورحمتي وسعت كل شيء } أي نعمتي عمَّت كل شيء قيل: تعمّ البر والفاجر في الدنيا والآخرة للبرّ خاصة { فسأكتبها } أي أوجبها يعني الرحمة { للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } قالت اليهود والنصارى: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا فنزعها منهم وجعلها لهذه الأمة، فقال: { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } نزلت في المؤمنين لما نزلت الآية المتقدمة قالت اليهود والنصارى: هذه صفتنا، وقيل: هو من آمن من اليهود مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واختلف العلماء في معنى الأمي فقال ابن عباس: هو نبيكم كان أميّاً لا يقرأ ولم يكتب، قال الله تعالى:

السابقالتالي
2