الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } * { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوْاْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَٰفِرِينَ } * { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ }

{ وما أرسلنا في قرية من نبي } فيه اضمار واختصار يعني فكذبوه { إلا أخذنا أهلها } حين لم يؤمنوا { بالبأساء } يعني البؤس والشدة وضيق العيش والفقر { والضراء } الضرّاء والمرض لاستكبارهم عن اتباع نبيهم { لعلهم يضرّعون } يتذللون ويحطّون رداء الكبر { ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة } أي أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمحنة الرخاء والسعة والصحة { حتى عفوا } كثروا وسمنوا ونموا في أنفسهم وأموالهم { وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء } وقالوا هذه عادة الدهر تعاقب في الناس من الضراء والسراء وقد مسّ آباءنا نحو ذلك. { فأخذناهم بغتة } أي فجأة أمن ما كانوا { وهم لا يشعرون } نزول العذاب { ولو أن أهل القرى } يعني أهل تلك القرى الذين كذبوا { آمنوا واتقوا } المعاصي { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } يعني لآتيناهم الخير من كل وجه، وقيل: من السماء المطر، ومن الأرض النبات والخصب، ورفعنا عنهم القحط { ولكن كذبوا فأخذناهم } بالعقوبة { بما كانوا يكسبون } من المعاصي والأعمال الخبيثة { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا } عذابنا { بياتاً } ليلاً { وهم نائمون } غافلون عن ذلك { أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً } عند ارتفاع النهار { وهم يلعبون } ساهون لاهون أراد ألاَّ يأمنوا الليل والنهار، قوله تعالى: { أفأمنوا مكر الله } عذابه وأخذه من حيث لا يشعرون { فلا يأمن مكر الله إلاَّ القوم الخاسرون } من خسر في الدنيا دينه وفي الآخرة وجب له العذاب { أو لم يهد للذين يرثون الأرض } يعني للذين يخلفون من خلا من قبلهم في ديارهم ويرثونهم أرضهم { أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم } كما أصبنا من قبلهم وأهلكنا الوارثين كما أهلكنا الموروثين { ونطبع } نختم { على قلوبهم فهم لا يسمعون } الهدى ولا يقبلون الموعظة { تلك القرى } يعني التي أهلكنا وقد تقدم ذكرها { نقص عليك } أي نتلو عليك { من أنبائها } أخبارها ليعتبروا بأحوالهم ولا يغتروا كاغترارهم { ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات } بالحجج المزيلة للأشكال القاطعة للعذر { فما كانوا ليؤمنوا } فيه تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعظة للخلق، قال الثعلبي: فما كانوا ليؤمنوا لو أحييناهم بعد هلاكهم كقوله تعالى:ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } [الأنعام: 28] وقيل: معناه أن كل نبي أنذر قومه بالعذاب { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } ، أوائلهم من الأمم الخالية بل كذبوا كما كذب أولهم { كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين } ، قيل: هي السمة والعلامة التي تحصل في قلوبهم علامة الكفر { وما وجدنا لأكثرهم } أي أكثر من تقدم ذكرهم، وقيل: هو على الاطلاق أي ما وجدنا لأكثر الناس { من عهد } بل أكثرهم نقض عهد الله وميثاقه { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } خارجين عن الطاعة والعهد وهو ما أمر الله به وأوصى به الأنبياء ألاَّ تعبدوا إلاَّ الله ولا تشركوا به شيئاً.