الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ } * { هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } * { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } * { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } * { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } * { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } * { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } * { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ } * { وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } * { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } * { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } * { وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } * { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } * { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } * { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

{ وأمَّا من أوتي كتابه بشماله } وهم العصاة { فيقول } هي علامة أهل النار تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه، وقيل: تنزع من صدره إلى خلف ظهره فإذا قرأ كتابه مشحوناً بكل قبيح وفاحشة قال تحسراً: { يا ليتني لم أوتَ كتابيه } كلام من ضاق صدره وقلّت حيلته فيقول: يا ليتني لم أعط هذا الكتاب ليتني لم أره { ولم أدر ما حسابيه } هذا كلام تحسراً وندماً { يا ليتها كانت القاضية } يعني الموتة الأولى في الدنيا ولم يكن لي حياة، وقيل: معناه ليتني مت فلم يكن لي حياة واسترحت { ما أغنى عني ماليه } أي ما كفى عني شيئاً من عذاب الله وما ينفعني اليوم { هلك عني سلطانيه } قيل: حجتي { خذوه } أي يقال للملائكة الذين هم خزنة جهنم { خذوه فغلوه } أي اجعلوا الأغلال في أعناقهم { ثم الجحيم صلّوه } أي أدخلوه النار وألزموه اياها { ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً } بذراع الملك أي اسلكوه في السلسلة قيل: تدخل من دبره وتخرج من منخرته، وقيل: تدخل من فيه وتخرج من دبره، وقيل: تدخل من دبره وتخرج من حَلقه وتكون محمّاة بنار جهنم، واختلفوا بالذراع، قيل: سبعون ذراعاً، وروي: لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها { إنه كان لا يؤمن بالله العظيم } شأنه وصفاته { ولا يحض على طعام المسكين } وهو المحتاج الفقير وهو منع الزكاة { فليس له اليوم هاهنا حميم } يعني يوم القيامة حميم صديق، وقيل: أحد يحميه، وقيل: قريب يعينه { ولا طعام إلا من غسلين } وهو غسالة أهل النار وما يسيل من أبدانهم من الصديد { لا يأكله إلا الخاطئون } الآثمون { فلا أقسم بما تبصرون } { وما لا تبصرون } وما لا ترون وأراد جميع المكونات، وقيل: ما تبصرون الشمس والقمر وما لا تبصرون العرش والكرسي، وقيل: الجنة والنار، وقيل: ما على وجه الأرض وما في بطنها، وقيل: بالنعم الظاهرة والباطنة، وقيل: بالأجسام والأرواح، وقيل: الجن والإِنس { إنه } جواب القسم { لقول رسول } قيل: جبريل، وقيل: محمد { كريم } على ربه أي بقوله ويكلم به على وجه الرسالة عند الله { وما هو بقول شاعر } ولا كاهن كما تدّعون { قليلاً ما تؤمنون } والقلَّة في معنى العدم، أي لا تؤمنون ولا تذكرون البتة { تنزيل } بياناً لأنه قوله: { رسول كريم } نزل عليه { من رب العالمين } { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } قيل: ادّعى الوحي فيما لم يوح إليه، وقيل: بزيادة أو نقصان أو بغير لو فعل ذلك { لأخذنا منه باليمين } أي لو فعل ذلك لانتقم الله منه فنفى ذلك منه وبين عصمته، وقيل: باليمين بالقوة، وقيل: لقطعنا يده اليمنى { ثم لقطعنا منه الوتين } قيل: نياط القلب، وقيل: عروق في القلب تتصل بالظهر { فما منكم من أحد عنه حاجزين } أي مانعين من العقاب { وإنه } يعني القرآن { لتذكرة } أي عظة لمن تدبر وتفكر وخصَّ { للمتقين } لأنهم الذين ينتفعون به ليفكروا فيه { وإنَّا لنعلم أن منكم مكذبين } إشارة إلى أن منهم مصدق ومكذب { وإنه لحسرة على الكافرين } قيل: القرآن حسرة عليهم حيث لم يعملوا به، وقيل: البعث والحساب حيث لم يُعدّوا لهما، وقيل: أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسرة عليهم حيث كذبوا به { وإنه لحق اليقين } ، قيل: معناه أنه صدق ويقين { فسبح باسم ربك العظيم } أي نزهه عما لا يجوز عليه من الصفات.