الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ } * { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } * { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } * { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ } * { فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }

{ كذلك العذاب } عذاب الدنيا ينزل الله على العصاة، وقيل: كما فعلنا بأولئك بكل ظالم كذلك العذاب { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ذلك ثم ذكر الوعد للمؤمنين فقال: { إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم } يعني في الآخرة { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } { ما لكم كيف تحكمون } يعني ما استوى هذا الحكم { أم لكم كتاب فيه تدرسون } أي كتاب تدرسون ذلك وقد قامت الحجة بذلك { إن لكم فيه لما تخيرون } { أم لكم أيمان } عهود ومواثيق { علينا بالغة } عاهدناكم فلا ينقطع ذلك العهد إلى يوم القيامة، وقيل: البالغة اليمين بالله { إنَّ لكم لما تحكمون } في ذلك العهد يعني: يكون لكم حكمكم { سلهم } يا محمد { أيهم بذلك زعيم } قيل: كفيل، وقيل: قائم بالحجة، وقيل: من يكفل لهم أنه لا يعاقب العاصي، وقيل: أن الرؤساء قالوا نحن كفولكم { أم لهم شركاء } قيل: أرباب، وقيل: شهداء يشهدون لهم بالصدق { فليأتوا بشركائهم } يوم القيامة { إن كانوا صادقين } فيما يدعونه { يوم يكشف عن ساق } أي فليأتوا بشركائهم عن شدة من الأمر وذلك يوم القيامة، وقيل: هو آخر أيام الدنيا وأول أيام الآخرة لم يلق العبد يوماً أشد منه، ومعنى أشد الأمر كما قال قد شمّرت عن ساقها فشدوا، وجدت الحرب بكم فجدوا { ويدعون إلى السجود } قيل: هذا في الآخرة يؤمرون بالسجود فلا يمكنهم، وقيل: يحدث في أصلابهم صلاتهم تمنع من السجود { خاشعة أبصارهم } أي خائفة متوقعة للعذاب { ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود } في الدنيا { وهم سالمون } أصحاء، قيل: أراد إلى الصلاة المكتوبة، وقيل: الذين تخلفوا عن الجماعات { فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث } هذا وعيد، وقيل: جميع ما أداه اليهم { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } قيل: نأخذهم من أي طريق سلك وأين دبوا ودرجوا، وقيل: سآخذهم إلى العقاب حالاً بعد حال ودرجة بعد درجة { وأملي لهم إن كيدي متين } أي تدبيري فيهم وإرادتي قوي لا يفوتون، وقيل: كيدي عذابي فسماه كيداً لأنه جزاء كيدهم { أم تسألهم أجراً } هذا عطف على قوله أم لكم كتاب فيه تدرسون، يعني أم تسألهم يا محمد هؤلاء الكفار أجراً على تبليغ الرسالة وتطمع في أموالهم طمعاً يلزمهم لزوم الدين المثقل { أم عندهم الغيب فهم يكتبون } ، قيل: أم يعلمون الغيب فيعلمون أنك غير محق فيما آتيتهم، وقيل: أراد اللوح المحفوظ لأن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فهم يكتبون منه، وقيل: الغيب ما في القرآن من أخبار الغيب وهي أحد أعجازه، أي هل لكم كتاب مثل هذا القرآن حتى يكتبوا منه ما حكموا.