الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } * { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } * { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } * { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } * { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } * { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } * { فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } * { أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } * { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } * { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } * { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } * { قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ } * { قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ } * { عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ }

{ ولا تطع كلّ حلاّف مهين } نزلت في الوليد بن المغيرة، وقيل: في الأخنس، ومعناه مهين كثير الحلف بالباطل، وقيل: الكذاب، وقيل: الحقير الضعيف { همّاز } مغتاب { مشّاء بنميم } يسعى بالنميمة يفسد بين الناس { منّاع للخير } للإِسلام يمنع عشيرته، وقيل: يمنع الواجبات { معتدٍ } مجاوز للحدّ غشوم ظلوم { عتلّ } فاجر لئيم، وقيل: منافق، وقيل: الأكول الذي همته بطنه { بعد ذلك زنيم } ، قيل: الزنيم الذي لا أصل له عن علي (عليه السلام)، وقيل: قال للوليد زنمة في عنقه كزنمة الشاة، قال: زنيم ليس يعرف من أبوه الأم ذو حسب لائم { ان كان ذا مال وبنين } { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين } كتب الأولين واخبارهم، وكان أن يجعل الأموال والأولاد داعية للشكر فجعلوا جزاءها الكفر، وقالوا: أساطير الأولين { سنسمه على الخرطوم } ، قيل: في الدنيا أي ينال ما يبقى أثره عليهم، وقيل: أنه ناله ذلك يوم بدر حُطِم بالسيف فبقيت سمة على خرطومه، وقيل: أراد يوم القيامة، وقيل: يسم الله وجه الكافر بعلامة { إنَّابلوناهم } يعني أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف " فقحطوا، وقيل: بلوناهم أي تعبدناهم بالشكر على نعمنا عليهم ونهيناهم عن الكفر فوضع الابتلاء موضع الأمر والنهي، وقيل: جميع الكفار أمرناهم بالتعبد { كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين } البستان قيل: كان على فرسخين من صنعاء وكان غرسه أهل الصلاة وكان صاحب البستان يصرف حقوق الفقراء اليهم وقت الصرام فمات، فورثه ثلاثة بنين فقالوا: المال قليل والعيال كثير فلا نستطيع أن ندفع إلى الفقراء شيئاً، فتواعدوا يوماً للصرام ولم يستثنوا فلما أتوها رأوها مسودة، وقيل: كانت لشيخ يطعم منها المساكين فلما مات قال بنوه: لا يدخلها اليوم عليكم مسكين شحّاً على الثمرة، وقوله: { إذ أقسموا } أي تحالفوا بينهم { ليصرمُنّها } أي يقطعون ثمرها { مصبحين } أي وقت الصباح، قبل علم الناس { ولا يستثنون } ولم يقولوا إن شاء الله، وقيل: لم يستثنوا نصيب الفقراء { فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون } { فأصبحت كالصريم } وقوله: { فتنادوا مصبحين } أي نادى وقت الصباح { أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين } أي قاطعين، والحرث اسم الزرع { فانطلقوا وهم يتخافتون } يتشاورون { أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين } فقير هذا الذي يتخافتون به { وغدوا على حرد قادرين } على حرد جهدٍ من أمرهم، وقيل: على قوة وقدر قادرين عند أنفسهم { فلما رأوها } على تلك الصفة { قالوا إنَّا لضالّون } عن الحق، وقيل: لضالون عن الطريق، وليس هذا بستاننا، وقيل: في منع حق الفقراء فقال بعضهم: { بل نحن محرومون } يعني هذه جنتنا ولكن حرمنا نفقاتها وخيرها لمنع المساكين حقهم { قال أوسطهم } قيل: أعدلهم، وقيل: أفضلهم وأصلحهم { ألم أقل لكم لولا تسبّحون } معناه تستثنون لأن الاستثناء التوكل على الله، وقيل: هلا تسبحون الله { قالوا سبحان ربَّنا إنا كنّا ظالمين } في عزمنا حرمان المساكين { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون } على ما فرط منهم { قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين } أي مجاوزين للحدّ بمنع الفقراء { عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون } وقيل: لما أخلصوا أبدلهم الله بها جنة يقال لها الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منها عنقوداً.