الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ } * { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } * { قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } * { وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ } * { ءَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } * { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } * { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ }

{ وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير } يعني بئس المرجع { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً } ، قيل: صوت فظيع نحو صوت الحمار يسمع عند غليانها، وقيل: أنه تعالى يخلق فيها صوتاً يشبه صوت المغتاظ { وهي تفور } أي تغلي بهم غليان القدر { تكاد تميّز } تفرق أي تكاد تنشق وتتفرق بعضها من بعض، وقيل: تميز على أهلها { من الغيظ كلما ألقي فيها فوج } أي جماعة { سألهم خزنتها } وهم الملائكة { ألم يأتكم نذير } استفهام، والمراد التقرير، قيل: رسول، وقيل: جميع ما يقع به الانذار من الكتاب والمواعظ، وقيل: الشيب { قالوا بلى قد جاءنا نذير } { فكذبنا } يعني لما جاءنا الرسول كذبنا { وقلنا ما أنزل الله من شيء إن أنتم إلاَّ في ضلال كبير } أي في.... عن الحق عظيم { وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير } أي لو سمعنا من الرسل ما أدوا إلينا ما كنا في أصحاب السعير { فاعترفوا بذنبهم } أي أقروا { فسحقاً لأصحاب السعير } أي أبعدهم الله من النجاة بعداً، وقيل: هو واد في جهنم، والسعير النار { إن الذين يخشون ربهم } أي يخافونه فلا يعصونه { بالغيب } أي في سرهم، وقيل: في حال غيبتهم عن المؤمنين، وقيل: عن الآخرة لأنها غائبة { لهم مغفرة } لذنوبهم { وأجر كبير } أي ثواب عظيم { وأسرّوا قولكم } الآية نزلت في المشركين كانوا يقولون أسروا قولكم كيلا يسمع إله محمد { إنه عليم بذات الصدور } وعيد لهم أي سواء أسررتم أو أعلنتم فإنه عليم بضمائركم لا يخفى عليه خافية { ألا يعلم من خلق } قيل: ألا يعلم الله الخالق، وقيل: ألا يعلم المخلوقات { وهو اللطيف } العالم بما لطف ودق، وقيل: الرفيق بعباده { الخبير } العالم { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً } أي سهلها ساكنة { فامشوا } أي إلى ما رغبكم الله فيه وإلى ما أباحه لكم فهذه إباحة وإرشاد وليس بإيجاب { في مناكبها } قيل: جبالها، وقيل: طرقها، وقيل: نواحيها وجوانبها { وكلوا من رزقه } يحتمل الايجاب والإِباحة والرزق هو النعم التي أعطاها تعالى عباده { وإليه النشور } أي حكمه والموضع الذي يحكم فيه بعد الموت والبعث { أأمنتم من في السماء } عذابه، وقيل: أمنتم من في السماء سلطانه وتدبيره، وقيل: أأمنتم من في السماء يعني الملائكة الموكلين بعذاب العصاة { أن يخسف بكم الأرض } أي يغيبكم في الأرض إذا عصيتموه { فإذا هي تمور } قيل: تحرك بأهلها { أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً } قيل: ريح، وقيل: مطر فيه حجارة، وقيل: سحاب فيه حجارة { فستعلمون } حينئذ { كيف نذير } أي كيف إنذاري بالعذاب.