الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } * { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ }

{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } بأجنحتها وهي تطير { ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمان } أي ما يحبسهن في الهواء في حال القبض والبسط إلا الرحمان { إنه بكل شيء بصير } أي عالم { أمن هذا الذي هو جند لكم } هذا عطف على قوله أمنتم من في السماء من جند الله أن ينزل عليكم عذاباً أم لكم جند { ينصركم من دون الرحمان } أي ليس لكم مانع من العذاب { إن الكافرون إلا في غرور } { أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه } الذي هو رزقكم أسباب الرزق نحو المطر والنبات { بل لجّوا } أي تمادوا واستمروا في اللجاج { في عتو } أي بعد عن الحق { ونفور } عن الحق { أفمن يمشي مكباً على وجهه } ، قيل: ضرب مثلاً للمؤمن والكافر، وقيل: هو على الحقيقة فإن الكافر يحشر يوم القيامة يمشي على وجهه، ومعناه أفمن يمشي مكبَّاً على وجهه قيل: ساقطاً فلا يرى الطريق ولا يقدر على المشي، وقيل: أفمن يمشي راكباً رأسه في الضلالة كالأعمى لا يبصر حقاً من باطل { أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم } واضح قيم { قل } يا محمد { هو الذي أنشأكم } أي أوجدكم من عدم { وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة } وإنما خصّ هذه الأعضاء لأنها طرق العلم ومحله القلب، أي أعطاكم آلات العلم ولم تتفكروا { قليلاً ما تشكرون } قيل: قليلاً شكرهم على هذه النعم، وقيل: قليلاً من يشكر منهم { قل هو الذي ذرأكم } أي خلقكم صغاراً ثم نقلكم إلى حال التكليف، وقيل: أراد آدم لأنه خلق من الأرض { وإليه تحشرون } أي إلى حكمه وجزائه تجمعون { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } يعني وعد البعثة والجزاء إن كنتم صادقين إن ذلك كائن { قل } يا محمد { إنما العلم عند الله } يعني علم الساعة متى تكون تختص به القديم سبحانه { وإنما أنا نذيرٌ مبين } { فلمَّا رأوه } هذا إخبار عمن تقدم من الكفار حين رأوا نزول العذاب بهم، وقيل: رأوا العذاب يوم بدر، وقيل: معاينة { سيئت وجوه الذين كفروا } أي يظهر على وجوههم آثار الغم والحسرة، وقيل: اسودت وجوههم { وقيل } ساءهم رؤية القيامة، وقيل: لهؤلاء الكفار { هذا الذي كنتم به تدعون } واختلفوا من القائل قيل: قاله الملائكة، وقيل: قاله بعضهم لبعض تندماً، ويُحتمل أنه تعالى يقول ذلك زيادة لهم في عقابهم، قيل: كان المشركون يتمنون موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فنزل قوله: { قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا } يعني إن أصابنا أو أبقانا وأخّر أجلنا فمن يجيركم من العذاب فإنه واقع بكم لا محالة وتلخيصه لا مجير للكافرين أهلكنا أو رحمنا وإنما النجاة بالإِيمان { قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكّلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين } فستعلمون إذا جمعنا في القيامة عن قريب من الضلاّل، ومعنى مبين ظاهراً { قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً } أي غائراً ذاهباً في الأرض { فمن يأتيكم بماء معين } قيل: ظاهر العيون، وقيل: جاري.