الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ يأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم } الآية نزلت في قوم أرادوا الهجرة فثبطهم أزواجهم وأولادهم، وقيل: كانوا كفاراً وأظهروا العداوة، وقيل: كان الرجل إذا أسلم يريد أن يهاجر مع أهله وولده فمنهم من يحب ومنهم لا يحب ففي ذلك نزلت، وقيل: من للتبعيض لأن بعضهم بهذه الصفة { فاحذروهم } الضمير للعدو والأزواج والأولاد جميعاً، أي لما علمتم أن هؤلاء لا يخلون من عذر فتكونوا منهم على حذر ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم { وإن تعفوا } عنهم إذا اطلعتم منهم على عداوة أولم تقابلوهم بمثلها فإن الله يغفر لكم ذنوبكم، وروي أن أزواجهم وأولادهم قالوا لهم: أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم؟ فغضبوا عليهم وقالوا: لئن جمعنا الله في دار الهجرة لن نصيبكم بخير، فلما هاجروا منعوهم الخير، فحبوا أن يعفوا عنهم ويردوا البر والصلة، وقيل: كان عوف بن مالك الأشجعي ذا أهل وولد فإذا أراد أن يغزو تعلقوا به وبكوا إليه فكأنه همّ باذائهم فنزلت الآية { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } بلاء ومحنة لأنهم توقعون في الإِثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منها ألا ترى إلى قوله: { والله عنده أجر عظيم } ولأن المرء يبتلى بحبهم، وقيل: عداوتهم أنهم يتمنون موتهم فيرثون ماله وذلك أنهم يحملوهم على كسب الحرام ومن كثر عياله قلّ نظره في أمر عاقبته، وفي الحديث: " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال:أكل عياله حسناته " وعن بعض السلف: العيال سوس الطاعات، " وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخطب، فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل اليهما فأخذهما ووضعهما في حجره فقال: " صدق الله { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } " { فاتقوا الله ما استطعتم } جهدكم ووسعكم { واسمعوا } ما توعظون { وانفقوا } في الوجوه التي وجبت عليكم { ومن يوق شح نفسه } أي من يصرف عن نفسه البخل { فأولئك هم المفلحون } الظافرون { إن تقرضوا الله قرضاً حسناً } وهذا توسع من حيث جعل الصدقة بأمر الله وضمانه الجزاء عليها، والحسن أن يعطيها مخلصاً لله تعالى { يضاعفه لكم } أي يعطيكم بدله أضعاف ذلك من واحد إلى عشرة إلى سبع مائة إلى ما يشاء { والله شكور } يوسع، وقيل: يقبل القليل ويثيب عليه بالكثير { حليم } لا يعجل على من عصاه { عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم }.