الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } * { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍ مَّن نَّشَآءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَإِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَٱجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { ذٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { وحاجَّه قومه } أي خاصموه وما دلوه وقالوا له: كيف خالفت دين آبائك وقومك وجئت بدين لا يعرف، وقيل: قالوا فلتخاف آلهتنا أن تصيبك { إلا أن يشاء ربي شيئاً } ، قيل: الاستثناء منقطع ومعناه لكن أخاف ربي أن يعاقبني إذا أذنبت، وقيل: لا أخاف الا أن يشاء ربي فيما يفعله من ضرر لأنه القادر عليه، وقيل: الاستثناء حقيقة ومعناه لا أخاف الأصنام إلاَّ أن يشاء ربي بأن يجعلهم أحياء متمكنين من ظلمي فحينئذ أخافهم { وكيف أخاف ما أَشركتم } يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع { ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً } أي حجةً وبرهاناً، وهو القاهر القادر على كل شيء، قال: { فأي الفريقين أحق بالأمن } يعني فريق الموحدين والمشركين { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم } بمعصية توجب الفسق { أولئك لهم الأمن } من عذاب الله تعالى { وهم مهتدون } ، قيل: إلى الجنة، وقيل: إلى الحق والدين، قوله تعالى: { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } إشارة إلى ما احتج على قومه من قوله:فلمَّا جنَّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي } [الأنعام: 76] إلى قوله: { وهم مهتدون } ، ومعنى { آتيناها } أرشدناه إليها { نرفع درجات من نشاء } يعني في الحلم والحكمة، قوله تعالى: { ووهبنا له اسحاق } أي اعطينا إبراهيم اسحاق وهو ابنه من سارة { ويعقوب } بن اسحاق { كُلاًّ هدينا } وفقنا وأرشدنا، وقيل: هدينا بالنبوة، وقيل: بالكرامة والمدح والثواب { ونوحاً هدينا من قبل } أي من قبل إبراهيم وولده { ومن ذريته } أي من ذرية نوح (عليه السلام) لأنه أقرب المذكورين، وقيل: من ذرية ابراهيم ولوطاً لم يكن من ذرية ابراهيم { داوود } ابن آشا { وسليمان } ابنه { وأيوب } ابن أموص { ويوسف } ابن يعقوب { وموسى } هو موسى بن عمران بن يصهره { وهارون } هو أخو موسى وأكبر منه سناً بسنةٍ { وكذلك } أي وكما جزينا إبراهيم على توحيده كذلك { نجزي المحسنين } { وزكريا } ابن أذف بن كنَّا { ويحيى } ، وهو ابنه { وعيسى } ابن مريم بنت عمران { وإلياس } قيل: هو إدريس { كلٌّ من الصالحين } يعني الأنبياء { واسماعيل } ابن ابراهيم مِن هاجر الذي أنزله مكة وهو جدّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقيل: هو الذبيح { واليسع ويونس } ابن متى { وكُلاًّ فضلنا على العالمين } عالمي زمانهم روي ذلك في الثعلبي { واجتبيناهم } اخترناهم واصطفيناهم { وهديناهم } أرشدناهم { ولو أشركوا لحبط } يعني ولو أشركوا هؤلاء الأنبياء الذين سميناهم فعبدوا غيره { لحبط عنهم ما كانوا يعملون }.