قوله تعالى: { وذر الذين اتخذوا دينهم } الآية نزلت في الكفار الذين إذا سمعوا آيات الله استهزؤوا بها { وذكر به } أي عِظْ بالقرآن، وقيل: بيوم الدين { أن تبسل نفس بما كسبت } أصله الارتهان يعني ترتهن كل نفس بما عملت، وقيل: تسلم للهلكة، وقيل: تسلم للعذاب، وقيل: معناه أن لا تبسل كقوله تعالى:{ يبين الله لكم أن تضلوا } [النساء: 176] يعني ذكرهم ليؤمنوا كيلا تبسل نفس ليس لها { من دون الله ولي } ناصر ينجيها من العذاب { وان تعدل كل عدل } أي تفتدي بكل فداء من جهة المال، وقيل: هو من جهة الاسلام والتوبة { لا يؤخذ منها } لا يقبل منها الفداء، وقيل: التوبة { أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا } أهلكوا، وقيل: ارتهنوا { لهم شراب من حميم } ماء حار { و } لهم { عذاب أليم } موجع { بما كانوا يكفرون } { قل } يا محمد { أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا } الآية نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر دعا أبويه إلى الكفر، وقيل: في قوم دعوا المسلمين إلى عبادة الأصنام، والمعنى قل يا محمد أو أيها السامع لهؤلاء الذين يدعون إلى عبادة الأوثان والمراد الانكار لعبادة من لا ينفع ولا يضر، ولا يملك لنا ثواباً ولا عقاباً، وندع عبادة الملك القادر عن النفع والضر { بعد إذ هدانا الله } بالاسلام، قوله تعالى: { كالذي استهوته الشياطين في الأرض } أي كالذي ذهب به مردة الجن والغيلان في المهمة { حيران } لا يدري كيف يصنع { له أصحاب } رفقة { يدعونه إلى الهدى } أي يهدونه إلى الطريق المستوي يعني لهذا الحيران في الأرض الذي أضلته الشياطين أصحاب يدعونه إلى الهدى، يعني إلى الطريق، ويقولون له: { ائتنا } ، فلا يقبل منهم ولا يصير إليهم، وقيل له: أصحاب يعني أبويه، وقيل: أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون } ، قيل: يوم القيامة، وقيل: أراد يوم خلق السموات والأرض، وقيل: هو مثل، وقيل: إنه يقول عند إحداث الأمر كن علامة للملائكة { قوله الحق } أي ما أخبر به من الوعد والوعيد { وله الملك } يعني ملك الدنيا والآخرة { يوم ينفخ في الصور } يعني يوم القيامة وينفخ الملك في الصور، وقيل: ينفخ الروح في الصور فيصيرون أحياء.