الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } * { قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ } * { قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ } * { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّٰكُم بِٱلَّيلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ قل } يا محمد { إني نهيت } صرفت وزجرت بما ركب في من أدلة العقل وبما أوتيت من أدلة السمع عن عبادة ما يعبدون، قوله تعالى: { قل إني على بينة من ربي } أي على حجة ومعجزة { وكذبتم به } ، قيل: بالقرآن، وقيل: بالبينات، وقيل: بربكم { ما عندي ما تستعجلون به } الآية نزلت في النضر بن الحرث حين قال:فأمطر علينا حجارة من السماء } [الأنفال: 32] وقيل: في الذين اقترحوا الآيات { إن الحكم إلا لله } الحكم الذي يفصل بين المحقين والمبطلين { يقصُّ الحق } بالصاد معناه بقوله ويخبر وبالضاد المعجمة من القضاء، أي يفصل بالحق من الباطل { وهو خير الفاصلين } قوله تعالى: { لقضى الأمر بيني وبينكم } أي لفرغ من العذاب وهلكتم { والله أعلم بالظالمين } { وعنده مفاتح الغيب } قيل: خزائنه، وقيل: عنده ما يفتح للعباد من علم الغيب، وقيل: علم الغيب في قوله تعالى:إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام } [لقمان: 34]، إلى آخر السورة، وقيل: علم نزول العذاب، وقال عطاء: ما غاب عنكم من الثواب والعقاب، وقيل: هي الآجال وقت انقضائها، وعن ابن مسعود: أوتي نبيكم علم كل شيء إلا علم الغيب { ويعلم ما في البر والبحر } قال مجاهد: البر القفار، والبحر كل قرية فيها ماء { وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها } ، قيل: ما تسقط من ورق الأشجار، وما يبقى، وقيل: يعلم ما يؤكل وما يسقط { ولا حبة في ظلمات الأرض } ، قيل: حبة في أسفل الأرضين، وقيل: ما زرع { ولا رطب ولا يابس } قيل: هو مثل أراد به تعالى أنه عالم بجميع المعلومات، وقيل: الرطب الماء، واليابس الأرض، وقيل: ما نبت وما لم ينبت، وقيل: الرطب لسان المؤمن رطب بذكر الله تعالى، واليابس لسان الكافر، وقيل: الأشجار والنبات رطبها ويابسها، وروي في تفسير الثعلبي عن محمد بن اسحاق عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " ما من زرع على أرض ولا أثمار على أشجار إلاَّ مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم رزق فلان بن فلان " وذلك قوله في محكم كتابه: { وما تسقط من ورقة إلاَّ يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاَّ في كتاب مبين } في اللوح المحفوظ، وقيل: ما تكتبه الملائكة من الأعمال، قوله تعالى: { وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار } يعني ما كسبتم من الإِثم { ثم يبعثكم فيه } أي يبعثكم من القبور في شأن ذلك الذي قطعتم به أعماركم من النوم بالليل وكسب الاثم بالنهار، وقيل: يبعثكم فيه يعني في النهار من النوم { لِيُقضَى أجل مسمَّى } أي يبلغ المدة من الحياة والأجل { ثم إليه مرجعكم } وهو المرجع إلى الموقف والحساب { ثم ينبئكم } يخبركم ويجازيكم { بما كنتم تعملون }.