الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ }

{ ولو ترى } يا محمد { إذ وقفوا } مجاز عن الحسن للتوبيخ، كما يوقف العبد الجاني بين يدي سيده ليعاقبه، وقيل: وقفوا على جزاء ربهم، وقيل: عرفوا حق التعريف { قال أليس هذا بالحق } وهذا تعييراً من الله لهم على الكذب، بقولهم لما كانوا يسمعون من البعث والجزاء: ما هو بحق وما هو إلا باطل { قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } بلقاء الله تعالى، قوله تعالى: { قد خسر } قد غبن وهلك { الذين كذبوا بلقاء الله } يعني بالبعث بعد الموت { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } يعني فجأة { قالوا يا حسرتنا على ما فرَّطنا فيها } يعني على ما فرطنا في الدنيا من طاعة الله، ومنه ما فرطت في جنب الله { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } آثامهم وأثقالهم كقوله تعالى:فبما كسبت أيديكم } [الشورى: 30] والأوزار عبارة عن جملة الذنوب { ألا ساء ما يزرون } بئس شيئاً يزرون وزرهم كقوله تعالى: { ساء مثلاً القوم } ، وقيل: المؤمن إذا خرج من قبره جاءه عمله فيركب ظهر الكافر، والوزر الثقيل من الإِثم، وجمعه أوزار، ومنه حتى تضع الحرب أوزارها أي أثقالها، قوله تعالى: { وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو } يعني أن أعمال الدنيا لعب ولهو واشتغال بما لا يغني ولا ينفع كما ينفع أعمال الآخرة المنافع العظيمة { وللدار الآخرة خير للذين يتقون } دليل على أن ما سوى أعمال المنافقين لعب ولهو { قد نعلم أنه ليحزنك } بفتح الياء وضمها و { الذي يقولون } هو قولهم هو ساحر كذاب { فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } يعني أن تكذيبك أمر راجع الى الله تعالى لأنك رسوله المصدق بالمعجزات فهم لا يكذبونك في الحقيقة وإنما يكذبون الله تعالى بجحود آياته، وقيل: لا يكذبونك بقولهم ولكنهم يجحدون بألسنتهم، وقيل: لأنهم لا يكذبونك لأنك عندهم الصادق ولكنهم كانوا يجحدون بآيات الله تعالى، وعن ابن عباس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمى الأمين فعرفوا أنه لا يكذب في شيء ولكنهم كانوا يجحدون، وكان أبو جهل يقول: ما نكذبك ولكن نكذب بما جئتنا به، وقيل: نزلت الآية في أبي جهل حين قال له الأخنس: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحدٌ غيرنا؟ فقال: والله ان محمداً لصادق وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فنزلت، وقيل: نزلت في الحرث بن عباس بن نوفل بن عبد مناف وكان يكذب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في العلانية فإذا خلى بأهله قال: ما محمد بأهل للكذب، ويقول للنبي: إنك لصادق وانا لا نتبعك خوفاً من العرب، وقيل: نزلت في المشركين، وقيل: في أهل الكتاب، قوله تعالى: { ولقد كذبت رسل من قبلك } الآية تسلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { فصبروا على ما كذبوا وأوذوا } يعني صبروا على تكذيبهم وإيذائهم { ولا مبدل لكلمات الله } يعني لمواعيده { ولقد جاءك من نبإِ المرسلين } يعني بعض أنبائهم وقصصهم وما كابدوا من مصابرة المشركين.