الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { لَهُمْ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ قَدِ ٱسْتَكْثَرْتُمْ مِّنَ ٱلإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلإِنْسِ رَبَّنَا ٱسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيۤ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَٰكُمْ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ } * { وَكَذٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } * { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَٰفِلُونَ }

{ وهذا صراط ربك مستقيماً } يعني القرآن { قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون لهم دار السلام } يعني لهؤلاء الذين تدبروا الحق وعرفوه وتبعوه دار السلام يعني السلامة الدائمة الخالصة من كل آفة، وقيل: أراد الجنة سماها الله دار السلام لسلامتها من الآفات والعاهات، وقيل: لأنها سلمت من أعداء الله تعالى، قوله: { وهو وليهم بما كانوا يعملون } ، قيل: في الدنيا بالتوفيق وفي الآخرة بالجزاء { ويوم نحشرهم جميعاً } يعني الجن والإِنس فيجمعهم الله تعالى في موقف القيامة فيقول: { يا معشر الجن } أي يا جماعات الجن { قد استكثرتم من الإِنس } ، قيل: استكثرتم من اضلالهم وإغوائهم { وقال أولياؤهم من الانس } يعني من أطاعهم { بنا استمتع بعضنا ببعض } أي انتفع بعضنا ببعض مما حصل له من السرور، وقيل: تعاونا على ما كنا عليه من الإِضلال في الدنيا { وبلغنا أجلنا الذي أجَّلت لنا } أي وقتنا ومدتنا الذي أجلت لنا، قيل: وقت الموت، وقيل: وقت الحشر، فقال تعالى: { النار مثواكم خالدين فيها } أي دائمين، قوله تعالى: { إلا ما شاء الله } من تجديد الجلود بعد إحراقها، وقيل: إلا ما شاء الله من بعثهم ووقت الحساب الى دخول جنهم، وقيل: إلا ما شاء الله الأوقات التي ينقلون فيها من عذاب إلى عذاب { وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً } بمعنى نخليهم حتى يتولى بعضهم بعضاً كما فعل الشياطين وغواة الانس، ويجعل بعضهم أولياء بعض يوم القيامة، وقرناء كما كانوا في الدنيا، أو نولي بعضهم بعضاً في النار، وروى الثعلبي قال: يسلط بعضهم على بعض يدل عليه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أعان ظالماً سلّطه الله عليه " ، وقال مالك بن دينار: قرأت في كتب الله المنزلة أن الله تعالى قال: أفني أعدائي بأعدائي ثم أفنيهم بأوليائي، قال: وروي أيضاً في تفسيره: إن الله تعالى إذا أراد بقوم خيراً ولّى أخيارهم، وإذا أراد بقوم شراً ولّى عليهم أشرارهم، وفي الخبر: أن الله تعالى يقول: أنا الله لا إله إلا أنَّا مالك الملوك، قلوبهم ونواصيهم بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليهم رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليهم نقمة، فلا تشغلوا بسبّ الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم قوله تعالى: { يا معشر الجن والإِنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون } يقرأون { عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا } وهو يوم القيامة واختلف العلماء في الجن هل أرسل إليهم رسولاً أم لا؟ وهل كان فيهم مؤمن قبل بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال الضحاك: ألم تسمع إلى قوله تعالى: { يا معشر الجن والإِنس ألم يأتكم رسل منكم } يعني بذلك رسلاً من الإِنس ورسلاً من الجن، وقيل: كانت الرسل قبل مبعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يبعثون إلى الإِنس والجن جميعاً، وعن مجاهد: الرسل من الإِنس والنذر من الجن، ثم قرأ قوله تعالى:ولّوا إلى قومهم منذرين } [الأحقاف: 29] وعن ابن عباس: هم الذين استمعوا القرآن خاصة رواه في الثعلبي والله اعلم { قالوا شهدنا على أنفسنا } إقرار منهم بأن حجة الله لازمة لهم وانهم محجوجون بها { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } { ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم } يعني من غير تذكير منه وتنبيه { وأهلها غافلون } عن الحجج، وقيل: بظلم منه حتى يبعث إليهم رسولاً.