الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لاَ يَسْتَوِيۤ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ } * { لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ يأيها الذين آمنوا اتقوا الله } أي اتقوا عذابه، بأداء الواجبات واجتناب المعاصي { ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ } ليوم القيامة { واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } فيجازيكم به وكرر الأمر بالتقوى تأكيداً { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } قيل: تركوا ذكر الله فأنساهم بأن خذلهم حتى صاروا كالمنسي { أولئك هم الفاسقون } { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } أي لا يستوي حالهما وأحدهما في النار والجحيم والثاني النعيم { أصحاب الجنة هم الفائزون } الظافرون بطلبته.

فصل: هذه الآيات روى أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من قرأ آخر سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " من قرأ آخر سورة الحشر في ليل أو في نهار فقبض في ذلك اليوم فقد وجبت له الجنة، ومن قرأ آخر سورة الحشر { لو أنزلنا } إلى آخر السورة فمات في ليله مات شهيداً " ، وعن أبي هريرة: " سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اسم الله الأعظم فقال: " عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها " فأكثرت عليه وأعاد علي، فأعدت عليه فأعاد علي " ، ثم بيّن تعالى عظم حال القرآن وقسوة القلوب فقال سبحانه وتعالى: { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل } مع شدته وقسوته { لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله } قيل: معناه لو أحيينا الجبل وركبنا فيه العقل { لرأيته خاشعاً } ، وقيل: لو كان الجبل ينصدع من هذا القرآن لعظم ذلك، قال في الحاكم: وهو الوجه { وتلك الأمثال نضربها للناس لعلّهم يتفكرون } في ذلك فيتعظون به تدل الآية على عظم حال القرآن وموقعه في الدين ووجوب الخشوع عند قراءته والعمل بما فيه والتفكر فيه والاتعاظ بمواعظه { هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة } قيل: ما شاهد العبد وما لم يشاهد وما لا ينبغي عليه الحس كالمعدومات وما يرى من الموجودات والشهادة ما تقع عليه الحواس، وقيل: ما غاب عن علم الخلق وما علموه، وقيل: السر والعلانية { هو الرحمن } المنعم على كل حي { الرحيم } على المؤمنين بالثواب { هو الله الذي } تحق له العبادة { الذي لا إله إلاَّ هو } ولا تحق العبادة لغيره { الملك } المالك لجميع الأشياء، وقيل: القادر على اختراع الأجسام والأعراض { القدوس } الطاهر من كل ما لا يليق المنزه عن الشرك والولد والفحشاء، وقيل: تسبيح الملائكة سبوح قدوس رب الملائكة والروح { السلام } قيل: الذي يسلم عباده، وقيل: المسلم من جميع الآفات، وقيل: الذي من عنده ترجى السلامة { المؤمن } قيل: المصدق لرسله بالمعجزات، وقيل: يصدق المؤمنين ما وعدهم من الثواب والكافرين ما وعدهم من العذاب، وقيل: الذي أمن الناس من ظلمه { المهيمن } الرقيب على كل شيء الحافظ له { العزيز } القادر الذي لا يرام ولا يمتنع عليه شيء، وقيل: العظيم، وقيل: الباهر { الجبار } قيل: العظيم، وقيل: العالي الذي لا تناله يد أحد، وقيل: الذي يجبر خلقه على ما يريد ويصرفهم كيف شاء { المتكبر } البليغ الكبرياء والعظمة، وقيل: المتكبر عن ظلم عباده { سبحان الله عما يشركون } أي تنزيهاً له عن إضافة الشريك والفحشاء إليه { هو الله الخالق } المحدث للأشياء { البارئ } المخترع للأجسام والأعراض { المصور } الذي يصور الخلق على ما يريد { له الأسماء الحسنى } أسماؤه على ضربين وكل ذلك معنى مفيد لأن الألقاب يجوز عليها فمنها ما يفيد صفته في ذاته كقوله: قادر عالم وحي وقديم وسميع ونحوها، وكل ذلك يقتضي تعظيماً والثاني يفيد صفة ترجع إلى فعله كخالق رازق حكيم ونحوه.