الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَرَأَيْتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ } * { أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنشِئُونَ } * { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ } * { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } * { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } * { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَفَبِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَنتُمْ مُّدْهِنُونَ } * { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } * { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } * { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } * { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُونَ } * { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } * { تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ } * { فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } * { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

{ أفرأيتم النار التي تورون } تقدحون وتستخرجونها من زندكم، أي تظهرونها بالأزند { أأنتم أنشأتم شجرتها } أي أنتم خلقتم الشجرة التي بها النار، وقيل: هو المرخ والغفار، ومنه الحديث: " في كل شجر نار " { أم نحن المنشئون } المخترعون { نحن جعلناها تذكرة } يعني جعلنا نار الدنيا تذكرة للنار الكبرى نار جهنم، وروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم " { ومتاعاً للمقوين } المسافرين، يعني النار التي في الأرض المقفرة، وقيل: متاعاً للناس كلهم { فسبح باسم ربك العظيم } الذي خلق هذه الأشياء { فلا أقسم } قيل: معناه أقسم ولا صلة، وقيل: لا يراد، وقيل: القسم كقوله: لا والله لأفعل كذا { بمواقع النجوم } قيل: نجوم القرآن التي أنزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه أنزل نجوماً، وقيل: بمساقط النجوم ومطالعها، وقيل: انتشارها وانكدارها يوم القيامة، قيل: القسم برب النجوم، وقيل: بهذه الأشياء { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } أي لو علمتم عظمه { إنه لقرآن كريم } هذا جواب القسم، ومعنى هذا الكتاب قرآن كريم { في كتاب مكنون } محفوظ مصون وهو اللوح المحفوظ { لا يمسه } قيل: أنها كناية عن اللوح، يعني لا يمسه إلا الملائكة { المطهرون } ، وقيل: هو القرآن فلا يمسه ولا يقرأه إلا المطهرون من الجنابة، وقيل: المطهرون من الشرك، وقيل: لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على الطهارة من الناس { تنزيل من رب العالمين } أي منزل من جهته { أفبهذا الحديث } قيل: القرآن، وقيل: الإِعادة، وقيل: النبوة { أنتم مدهنون } مكذبون { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قيل: على حذف المضاف، يعني تجعلون شكر رزقكم التكذيب، أو وضعتم التكذيب موضع الشكر، وقرئ وتجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون، والمعنى تجعلون شكركم لنعمة القرآن أنكم تكذبون به { فلولا إذا بلغت الحلقوم } يعني فهلا إذا بلغت الروح وهي النفس عند خروجها من الجسد في حال النزاع { وأنتم حينئذ تنظرون } إلى أمري وسلطاني، وقيل: الخطاب لمن حضر الميت من أهله فلا يقدرون على دفع شيء منه، وقيل: الخطاب للمريض أي تنظرون فلا تقدرون على دفع ما نزل بكم { ونحن أقرب إليه منكم } بالقدرة { ولكن لا تبصرون } { فلولا إن كنتم غير مدينين } أي غير محارين مدينين، قيل: مديونين، وقيل: محاسبين، وقيل: مصدقين، وقيل: موقنين { ترجعونها } أي هل تردون الروح إلى النفس إن كان ما تزعمون، و { كنتم صادقين } إلا صانع ولا بعث فإذا لم تقدروا عليه فاعلموا أن ذلك تقدير صانع مدبر حكيم { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنات نعيم } قيل: الروح: الراحة، والريحان: الرزق، وقيل: الروح: الفرح، والريحان: المشموم، وقيل: روح في القبر والريحان في الجنة { وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } أي فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك أصحاب اليمين، أي يسلمون عليك كقوله:الا قيلاً سلاماً سلاماً } [الواقعة: 26] { وأما إن كان من المكذبين الضالين } عن الحق { فنزل من حميم } أي نزله الذي يقام له ورزقه المعدّ له الحميم ما يجمع من صديد أهل النار { وتصلية جحيم } الحار النار وألزموها دائماً { إن هذا } ما تقدم من الوعد والوعيد { لهو حق اليقين } أي الحق الثابت من اليقين { فسبح } فَصَلّ بذكره، وقيل: نزهه وعظمه.