الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } * { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } * { أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } * { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } * { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } * { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } * { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } * { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } * { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } * { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ } * { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } * { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

{ ولقد جاء آل فرعون } أي قومه الذين اتبعوه في دينه { النذر } الآيات، وقيل: الرسل موسى وهارون { كذّبوا بآياتنا كلها } بالآيات التسع التي جاء بها موسى، وقيل: بجميع الآيات لأن التكذيب ببعضها تكذيب بكلها { فأخذناهم } بالعذاب { أخذ عزيز } قادر ولا يمتنع عليه شيء { مقتدر } على ما يشاء ثم خوف قومه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينزل بهم مثل ذلك، فقال: { أكفاركم خيرٌ من أولئكم } أي ليس كفار قريش خير من هؤلاء الذين تقدم ذكرهم لا في القوة ولا في العدد { أم لكم براءة في الزبر } من العذاب في الكتب السابقة وهذا إنكار، أي ليس لهم ذلك { أم يقولون نحن جميع منتصر } أي كما ليسوا بخير من أولئك ولا لهم براءة كذلك لا جمع لهم يمنعهم عذابي وينصرهم { سيهزم الجمع } يعني وإن جمعوا الجموع فإن الله يهزمها { ويولّون الدبر } قيل: يوم بدر { بل الساعة موعدهم } يعني يوم القيامة موعدهم جميعاً { والساعة أدهى } سميت بذلك لسرعة مجئيها إذ هي أعظم بلية وأشد مرارة من عذاب يوم بدر لأن عذاب النار يدوم { إن المجرمين } إلى آخر السورة نزلت في وفد نجران، وقيل: في القدرية من هذه الأمة وعن كعب نجد في التوراة أن القدرية { يسحبون } { على وجوههم } في النار، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً " ، قيل: يا رسول الله ومن القدرية؟ قال: " قوم يعملون المعاصي يقولون الله قدرها عليهم " قيل: ومن المرجئة؟ قال: " هم قوم يقولون الايمان بلا عمل وقد علمنا أن المحبرة أعداء الرحمان وشهود الشيطان " وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " القدرية مجوس هذه الأمَّة " { في ضلال } في ذهاب عن الحق وعن وجه النجاة، وقيل: في هلاك، { وسعر } نار مسعرة { يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر } أي عذاب النار، والسقر جهنم، وقيل: باب من أبوابها { إنا كل شيء خلقناه بقدر } يعني كل شيء خلقناه على قدر معلوم، فاللسان على مقدار يصلح الكلام، واليد للبطش، والرجل للمشي، والعين للبصر، والاذن للسمع، والمعدة للطعام، وقيل: خلق النار بمقدار استحقاق أهلها، ومتى قيل: هلاّ حملتم ذلك على أفعال العباد وأنه خلق فيهم الخير والشر، قلنا: ليس في الظاهر ذلك لأن أفعالهم ليست بخلق الله تعالى لأن فيها الكفر والظلم { وما أمرنا إلاَّ واحدة كلمح بالبصر } قيل: أراد قيام الساعة، يعني إذا أردنا قيامها أعدنا السماوات والأرض وجميع المخلوقات في قدر لمح البصر بسرعة { ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر } { وكل شيء فعلوه في الزبر } { وكل صغير وكبير مستطر } وعيد لهم، ولقد أهلكنا أشياعكم من كان على دينكم معتبر لكم، وقيل: الأمم السالفة فهل من مدَّكر؟ { وكل شيء فعلوه } الأتباع { في الزبر } في الكتب التي كتبها الحفظة، وقيل: في اللوح { وكل صغير وكبير } من أفعالهم { مستطر } مكتوب { إن المتقين } الذين اتقوا المعاصي { في جنات ونهر } أنهار جارية { في مقعد صدق } قيل: في مجلس حق لا لغو فيه وهو الجنة ووصف المكان بالصدق لأنه يدوم وغيره يزول { عند مليك مقتدر } قيل: في علم الله صائر إلى ذلك الموضع، وقيل: المكان الذي هيَّأه لأوليائه والمليك الملك، والمقتدر هو القادر تبارك وتعالى.