الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ } * { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } * { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } * { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } * { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } * { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } * { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ }

{ أؤلقي الذكر عليه من بيننا } يعني كيف ألقي الوحي اليه من بيننا مع استوائنا في الأحوال، وقيل: كيف أوحي اليه مع فقره وقلة جاهه ونحن رؤساء متبعون { بل هو كذّاب أشر } مبالغة أشر قيل: بطر لا يبالي ما يقول: { سيعلمون غداً } إذا نزل بهم { من الكذاب الأشر } { إنا مرسلو الناقة } أي باعثوها بانشائها على ما طلبوها معجزة لصالح وقطعاً لعذرهم { فتنة لهم } أي امتحاناً واختباراً { فارتقبهم } أي انتظر أمر الله فيهم { واصطبر } أي اصبر على آذائهم حتى يأتي أمر الله فيهم { ونبئهم } أي أخبرهم { أن الماء قسمة بينهم } بين الناقة وبين قوم صالح يوم لهم ويوم لها { كل شرب } نصيب من الماء { محتضر } يحضره من كان يومه ففي يوم الناقة وفي يومهم يحضرون الماء { فنادوا صاحبهم } دعاء أهل البلد واحداً منهم وهو من أسرارهم قذار بن سالف أشقاء ثمود { فتعاطى } أي تناول الناقة بسيفه فعقرها { فكيف كان عذابي ونذر } إياهم { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة } صاح بها جبريل { فكانوا كهشيم المحتظر } وهو الشجر اليابس المتهشم بعدما كان أخضراً، المحتظر بفتح الظاء، وأراد الحظيرة، وقرأ الباقون بكسر الظاء وأرادوا صاحب الحظيرة، وقيل: كحشيش يابس يجمعه المحتظر لغنمه فتأكل الغنم عن أبي علي، وقيل: كشراب الحظيرة { ولقد يسّرنا القرآن للذكر } سهلنا القرآن للذكر { فهل من مدَّكر } متعظ، ثم بيَّن قصة لوط وقومه فقال سبحانه: { كذّبت قوم لوط بالنذر } بالآيات المشتملة على الوعيد { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } قيل: ريحاً رمتهم بالحجارة وحصبتهم بها، وقيل: الحجارة لمن كان خارج البلد، وأما أهل البلد فانقلبت بهم { إلا آل لوط } من كان تبعاً له وعلى دينه { نجّيناهم بسحر } أي وقت السحر أمر الله تعالى جبريل فأخرجهم وترك فيها امرأته لأنها كانت كافرة { نعمة من عندنا } عليهم حيث نجيّناهم وأهلكنا أعداءهم { كذلك نجزي من شكر } يعني نكافئ من شكر بنعمتنا { ولقد أنذرهم بطشتنا } أي خوف لوط قومه بأخذ الله إياهم ان لم يؤمنوا { فتماروا بالنذر } جادلوا بالباطل واستهزؤا بالآيات { ولقد راودوه عن ضيفه } أي طلبوا أن يخلي بينهم وبين ضيفه وهم الملائكة النازلون بهم على صورة الغلمان { فطمسنا أعينهم } قيل: محونا، وقيل: عميت أبصارهم، وقيل: مسح جبريل وجوههم وأعماهم { فذوقوا عذابي ونذرِ } أي تخويفي وما كنت أنذركم وأوعدكم قيل: الملائكة قالوا: ذوقوا عذاب الله، وقيل: الله قال لهم: ذلك الحال ذوقوا وهو الظاهر { ولقد صبّحهم بكرة } أي نزل بهم صباحاً { عذاب } وهو الانقلاب والحجارة { مستقر } قيل: استقر بهم العذاب إلى يوم القيامة، وقيل: استقر بهم حتى هلكوا { فذوقوا عذابي ونذرِ } وقيل: لهم ذلك الحال، ومتى قيل: لم كرر ذوقوا عذابي ونذرِ قالوا: الأول عند الطمس والثاني عند الانقلاب مما يحدد العذاب يحدد التقريع { ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر } متعظ بذلك.