الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } * { فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } * { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } * { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } * { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } * { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ }

{ خشّعاً أبصارهم } وقرأ خاشعاً أي خاضعاً ذليلاً { يخرجون من الأجداث } من القبور سراعاً إلى المحشر { كأنهم جراد منتشر } منبت حيارى { مهطعين } مسرعين { إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } أي شديد { كذّبت قبلهم قوم نوح } قيل: أهل مكة { فكذّبوا عبدنا } نوحاً { وقالوا مجنون } أي هو مجنون { وازدجر } قيل: زجراً بالشتم والرمي بالقبيح، وقيل: زجراً بالوعيد { فدعا ربه أني مغلوب } ضعيف غلبني هؤلاء السفهاء { فانتصر } فانتقم بالنصر ثم بيّن تعالى كيف أجاب دعاء نوح وكيف أهلك قومه فقال سبحانه: { ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر } شديد الانصباب لم يقلع ولم ينقطع أربعين يوماً، وقيل: سائل { وفجّرنا الأرض } أي شققنا الأرض بالماء { عيونا } حتى جرى الماء على وجه الأرض { فالتقى الماء } أي ماء السماء وماء الأرض { على أمر قد قدر } فيه هلاك القوم على أمر قد قدره الله تعالى وهو هلاكهم، وقيل: على أمر قدره الله تعالى وعرف تقديره لا زيادة فيه ولا نقصان، وقيل: ماء السماء وماء الأرض { وحملناه } أي نوحاً ولم يذكر القوم لأنهم تبع له { على ذات ألواح ودسر } المسامير التي شدّ بها السفينة { تجري بأعيننا } بحفظنا { جزاء لمن كان كفر } قيل: لنوح وتقديره كمن كفر بنبوته وأنكر حقه وكفر بالله، يعني أغرقناهم بكفرهم بالله، وقيل: بكفرهم بنوح { ولقد تركناها آية } يعني السفينة ونجاة من فيها { فهل من مدّكر } أي متعظ وخائف ينزل به مثل ما نزل بأولئك، وقيل: هل من طالب عليهم ليعان عليه، ومتى قيل: لماذا أعاد فهل من مدّكر؟ قلنا: أراد بالأول الاعتبار بأحوال المعذبين وبالناجين والثاني التذكر بمواعظ القرآن فلم يكن تكرار { فكيف كان عذابي ونذر } أي انذاري فكيف رأيتم انتقامي منهم { ولقد يسّرنا القرآن للذكر } أي سهلنا للذكر لكي يتفكر فيه من تذكر متعظ { كذبت عاد } وهم قوم هود { فكيف كان عذابي ونذر } أي إنذاري { إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } أي شديد الهبوب { في يوم نحس } أي يوم شؤم { مستمر } استمر بهم العذاب إلى نار جهنم، وقيل: استمرت بهم سبع ليال وثمانية أيام { تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر } قيل: تقتلع الناس ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم، وشبّههم بالنخل بقوله: { منقعر } منقلع عن مغارسه، وقيل: لأن الريح تقلع رؤوسهم وتبقى أجساد بلا رؤوس { فكيف كان عذابي ونذر } { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } متعظ ومعتبر { كذّبت ثمود بالنذر } وهم قوم صالح { فقالوا أبشرا منا واحداً نتبعه } فقالوا: إنه بشر فلم خصّ بالنبوة دوننا نتبعه { إنا إذاً لفي ضلال وسعر } يعني ان اتبعناه كنا في ذهاب عن الحق والصواب، وقيل: في ضلال، وسعر قيل: في عذاب، وقيل: في هلاك.