الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ }

{ إن المتقين في جناتٍ ونعيم } أي بساتين فيها أشجار ونعيم { فاكهين } قيل: مسرورين، وقيل: ناعمين { بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم } ويقال لهم على سبيل الإِكرام: { كلوا واشربوا } من نعيم الجنة { هنيئاً } وهو الذي لا تنغيص فيه { بما كنتم تعملون } أي جزاء أعمالكم في فعل الواجبات واجتناب المعاصي { متكئين } قيل: فيه حذف، أي على نمارق وهي الوسائد { على سرر مصفوفة وزوّجناهم بحور عين } قيل: بيض البشر وسواد العين، وقيل: شدة بياض العين وسواد سوادها { والذين آمنوا واتبعتهم ذرّيتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } قيل: هم الأطفال الحقوا بآبائهم من بعد إيمان الآباء ليتم سرورهم، وقيل: هم البالغون الحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه " ثم تلا الآية يجمع لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم ومزاوجة الحور العين ومؤانسة الأخوان المؤمنين بأولادهم، ثم قال: { بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم } أي بسبب إيمان عظيم رفيع وهو إيمان الآباء { وما ألتناهم } وما نقصناهم، يعني وفرنا عليهم جميع ما ذكرنا من الثواب والتفصيل وما نقصناهم من ثواب { مِنْ عملهم من شيء كل امرء بما كسب رهين } يعني كل مرهون بعمله وأخذ به { وأمددناهم } أعطيناهم حالاً بعد حال { بفاكهة ولحم مما يشتهون } { يتنازعون فيها } قيل: يتعاطون ويتناولون، وقيل: سقى بعضهم { كأساً } من خمر { لا لغو فيها ولا تأثيم } قيل: لا يذهب عقولهم فيها فيلغوا ويرفثوا خلاف خمر الدنيا، ولا تأثيم فعل ما يأثم به، وقيل: لا يكذب بعضهم بعضاً { ويطوف عليهم غلمان لهم } قيل: ولدانهم وأطفالهم يطوفون ليزدادون قرة عين، وقيل: هو الحور العين، وقيل: أطفال المشركين، ومتى قيل: هل يلحقهم مشقة بتلك الخدمة؟ قلتُ: لا بل يتلذذون، وعنه (عليه السلام): " إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيبُه ألف لبيك لبّيك " { كأنهم } يعني الغلمان { لؤلؤ مكنون } يعني في الحسن والملاحة والصلاحة كالدر المصون المخزون، وقيل: مكنون في الصدف، " وروى الحسن قال: قالوا: يا رسول الله الخادم كاللؤلؤة فكيف المخدوم؟ قال: " كالقمر ليلة البدر " { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يسأل بعضهم بعضاً، قيل: عن أحوالهم في الدنيا وذلك من عظم سرورهم { قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين } أي خائفين من عذاب الله { فمنَّ الله علينا } أنعم علينا بقبول طاعتنا وغفران سيئاتنا { ووقانا عذاب السموم } أي منعنا، والسموم اسم من أسماء جهنم { إنّا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر } المحسن { الرحيم } العظيم الرحمة.