الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } * { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } * { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } * { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ والطور } الجبل الذي كلم الله عليه موسى (عليه السلام)، قال مجاهد: أقسم الله به لعجيب خلقه وما أودع فيه من عجيب خلقته وأنواع نعمته وهو بالأرض المقدسة واسمه رأس وهو بمدين { وكتاب مسطور } قيل: هو الكتاب الذي فيه الأعمار، والمسطور المكتوب، قال الله تعالى:ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } [الإسراء: 13] وقيل: ما كتب الله لموسى وهو يسمع صرير القلم، وقيل: اللوح المحفوظ، وقيل: القرآن { في رقٍّ منشور } مبسوط { والبيت المعمور } قيل: بيت في السماء حيال الكعبة يعمر بكثرة صلاة الملائكة، عن أمير المؤمنين وابن عباس قيل: هو في السماء الرابعة، وقيل: في السماء السابعة يعمره الملائكة بالعبادة، وقيل: يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه، وقيل: هذا البيت أنزل مع آدم من الجنة، ثم حمل أيام الطوفان إلى السماء، وقيل: هي الكعبة معمورة بالحج والعمرة وهو أول مسجد وضع للعبادة في الأرض { والسقف المرفوع } يعني السماء { والبحر المسجور } المملوء، وقيل: الموقد من قوله:وإذا البحار سجرت } [التكوير: 6]، وروي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار كلها ناراً يسجر بها نار جهنم، وعن علي (عليه السلام) أنه سأل يهودياً: " أين تكون النار في كتابكم؟ " قال: في البحر، قال علي: " ما أراه إلا صادقاً، لقوله: { والبحر المسجور } " { إن عذاب ربك لواقع } جواب القسم لواقع أي نازل بأهله { ما له من دافع } يدفعه ويمنعه { يوم تمور السماء موراً } قيل: تدور دوراناً، وقيل: تحرك، وقيل: تموج، وقيل: تضطرب { وتسير الجبال سيراً } أي تمور عن أماكنها وتصير هباء منبثاً، وكل ذلك من أشراط القيامة { فويل يومئذ للمكذبين } أي العذاب يومئذ للمكذبين { الذين هم في خوض يلعبون } أي في كلام باطل يخوضون ويلعبون، وقيل: غافلين عن ذلك { يوم يدعون إلى نار جهنم } أي يدفعون إليها ارعاباً، قيل: إن الخزنة يغلون أيديهم إلى أعناقهم ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعون إلى النار على وجوههم فإذا قربوا عاينوا العذاب على ما أخبر به، قيل لهم: { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } { أفسحر هذا } يعني كنتم تقولون للوحي سحراً فهذا سحراً المصادف، وجعلت الفاء لهذا المعنى { أم أنتم لا تبصرون } كما كنتم لا تبصرون في الدنيا وهذا تقريع وتهكم { اصلوها } أي أخلوها فالزموها { فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم } قيل: مستوي صبركم وجزعكم لا محيص لكم { إنما تجزون ما كنتم تعملون } من المعاصي بالدنيا.