الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } * { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } * { مَّنْ خَشِيَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } * { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِي ٱلْبِلاَدِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }

{ وأزلفت الجنة للمتقين } أي قربت حتى يرى ما فيها من النعم قبل أن يدخلوها { غير بعيد } جهنم، ثم قيل: { هذا } يعني نعيم الجنة { ما توعدون } في الدنيا على ألسنة الرسل { لكلّ أوَّاب } توّاب، قيل: المصلي، وقيل: المطيع { حفيظ } حفظ ذنوبه حتى رجع عنها، وقيل: الحافظ لنفسه وجوارحه من المعاصي أو حفظ أعماله مما يحبطها { من خشيَ الرحمن بالغيب } أي خاف الرحمان بحيث لا يراه أحدٌ { وجاء بقلب منيب } قيل: مقبل على الطاعة، وقيل: منيب يتوكل على الله الراجع في أموره إليه { ادخلوها بسلام } قيل: سلامه من العذاب، وقيل: سلامه من الزوال والفناء، وقيل: سلام من الله وملائكته { ذلك يوم الخلود } أي وقت الخلود لأهل العذاب والثواب { لهم ما يشاؤون فيها } من أنواع النعم { ولدينا مزيد } هو ما لم يخطر ببالهم ولم يبلغه أمانيهم، وقيل: الزيادة على ما يستحقون بأعمالهم { وكم أهلكنا } أي كثير قد أهلكنا { قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً } في الدنيا وأكثر تصرف وأموالاً { فنقبوا في البلاد } ، قيل: طوفوا وضربوا في الأرض وطلبوا الأمان من العذاب، وقيل: حرفوا، وقيل: تباعدوا، والنقب الطريق، وقيل: نقبوا النقباء يقال: نقب السلطان فلاناً أي جعله نقيباً { هل من محيص } أي طافوا هل من مهرب وملجأ من الموت ومن العذاب { إن في ذلك } أي فيما تقدم ذكره من العِبَر { لذكرى } أي عظة وتذكرة { لمن كان له قلب } عقل يتفكر به { أو ألقى السمع وهو شهيد } أي يسمع القرآن والدين، وقيل: شهيد بأن يحضر سمعه وقلبه وبصره إحضار مسترشد.