الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } * { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } * { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } * { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } * { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } * { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } * { قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } * { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ } * { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ }

{ إذ يتلقّى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد } وقد وكلهما الله تعالى علمه بأعمالهم ليكتب أعمالهم تأكيداً للحجة ولطفاً للخلق، وقيل: الحفظة أربعة ملكان بالنهار وملكان بالليل، وقيل: عن اليمين ملك يكتب الحسنات وعن الشمال ملك يكتب السيئات، قعيد قاعد { ما يلفظ من قول إلاَّ لديه } أي ما يتكلم بشيء وخصّ القول لأنه أكثر لتعلق أمر الناس { إلا لديه رقيب عتيد } حاضر معه للزوم ذلك، وقيل: يكتبان كل شيء ثم يطرح والمباحات، وقيل: يكتبان ما فيه جزاء فإذا مات طويت الصحيفة، وقيل: يوم القيامةاقرأ كتابكَ كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } [الإسراء: 14]، وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " ان مقعد مليكيك على ثنيتيك، ولسانك قلمهما، وريقك مدادهما، وأنت تجري فيما لا يعنيك لا تستحيي من الله ولا منهما " ، وروي: " يكتبان كل شيء حتى أنينه في مرضه " وروي: " إذا عمل العبد حسنة يكتبها ملك اليمين عشراً وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر " وقيل: أن الملائكة يجتنبون عن غائط الإِنسان وجماعه { وجاءت سكرة الموت بالحق } سكرته الذاهبة بالعقل، يعني وحضرت سكرة حقيقة الأمر الذي أنطق الله به كتبه وبعث به رسله { ذلك ما كنت منه تحيد } قيل: تهرب، وقيل: تميل، وقيل: تكره { ونفخ في الصور } قيل: ينفخ الروح في الأبدان والصوت ويحيون، وقيل: هو قرن ينفخ فيه اسرافيل { ذلك يوم الوعيد } الذي وعدنا الله أن يعذبهم أو اليوم الذي يحق الوعيد على العصاة { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } ملك سائق يسوقها إلى المحشر، وملك يشهد عليها بما عملت، وقيل: هما الحافظان، وملك جامع بين الأمرين { لقد كنت في غفلة من هذا } في قلة تدبير في الدنيا، أي يقال له ذلك توبيخاً { فكشفنا عنك غطاءك } لأنه يرى ما يصير إليه { فبصرك اليوم حديد } قوي نافذ يرى كل ما كان محتوياً عليك { وقال قرينه } قال جار الله: هو الشيطان الذي كان يضله يشهد عليه، وقيل: قرينه الملك الذي كان يصحبه في الدنيا يشهد عن الحسن رواه الحاكم، وقيل: هم قرناء السوء { هذا ما لدي عتيد } أي يقول هذا الذي وكلتني به من بنى آدم أحضرته وأحضرت ديوان عمله هذا على أن القرين هو الملك { ألقيا } خطاب من الله للملكين السائق والشهيد { في جهنم كلّ كفار عنيد } ذاهب عن الحق { منّاع للخير } لكل واجب عليه من ماله، والآية نزلت في الوليد بن المغيرة { معتد } ظالم { مريب } شاك في الحق في الدين { الذي جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه في العذاب الشديد } { قال قرينه } يعني الشيطان الذي قرن بهذا الكافر وهول من الذنب عليه عن ابن عباس، وقيل: قرينه من الإِنس وهم علماء السوء والرؤساء والمتبوعين، وقيل: القرين هو الملك الشاهد أيضاً { ربنا ما أطغيته } أي أظللته ولا أوقعته في العصيان { ولكن } دعوته فأجاب وهذا قول الشيطان أو متبوع أهل الضلال، وقيل: هذا قول الملك أي ما شهدت عليه بالطغيان { ولكن كان في ضلال } عن الحق ولما كثرت المخاصمة بين الشياطين وأتباعهم، قال الله عز وجل: { لا تختصموا لدي } لأنهما مستوجبان بالعذاب { وقد قدّمت إليكم بالوعيد } قيل: قد قدمت من عمل سيئة يجزى بها، وقوله:

السابقالتالي
2