{ يأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } وأنتم على غير طهور، وقيل: إذا قمتم إلى الصلاة من نوم، وقيل: هو كل قيام إلى الصلاة على سبيل الندب، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " من توضى على طهور كتب الله له عشر حسنات " وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يتوضأ لكل صلاة، وقيل: كان ذلك واجب فنسخ { وامسحوا برؤوسكم } الباء زائدة والمراد الالصاق بالرأس { وأرجلكم إلى الكعبين } الواو للعطف والكعبان هما الناتئان على أسفل الساق { وإن كنتم جنُباً } عند القيام إلى الصلاة { فاطّهروا } بأن تغسلوا جميع أبدانكم { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء } يعني جامعتم، وقيل: مسستم باليد { فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدا } قيل: وجه الأرض، وقيل: التراب { طيباً } طاهراً { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } يعني من الصعيد { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } يعني من ضيق في الوضوء والتيمم والغسل { ولكن يريد ليطهركم } قيل: من النجاسات، وقيل: من الذنوب { وليتم نعمته عليكم } قيل: بأخذ التيمم، وقيل: يريد ليدخلكم الجنة، وقيل: بالألطاف { لعلكم تشكرون } نعمته فيثيبكم { واذكروا نعمة الله عليكم } وهي نعمة الإِسلام { وميثاقه الذي واثقكم به } أي عاقدكم به عقوداً وهو الميثاق الذي أخذه على المسلمين حين بايعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على السمع والطاعة في حال اليسر والعسر، وقيل: الميثاق ليلة العقبة في بيعة الرضوان { يأيها الذين آمنوا } اسم تعظيم { كونوا قوامين لله } أي ليكن من عادتكم للقيام لله الحق في أنفسكم وغيركم بالعمل الصالح وفي غيركم بالأمر بالمعروف ومعنى بعد أن تفعلوا ذلك ابتغاء مرضاة الله { شهداء } بالعدل، وقيل: تقيموا الشهادة بالحق والصدق، وقيل: شهداء الله بنعمته على الناس ومخالفتهم لأمره { ولا يجرمنكم } قيل: لا يحملنَّكم { شنئان قوم } قيل: بغض عداوتهم { على أن لا تعدلوا } أي على أن تجوروا عليهم وتتركوا العدل { اعدلوا } اعملوا بالعدل أيها المؤمنون في أوليائكم وأعدائكم { هو أقرب للتقوى } أي إلى التقوى، وقد قيل: أن الآية نزلت في قريش لما صدَّوا المسلمون عن المسجد الحرام { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات } الحسنات من الواجبات والمندوبات { لهم مغفرة } أي يكفِّر سيئاتهم { وأجر } ثواب { عظيم } دائم { والذين كفروا } بمحمد { وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم } { يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم } الآية نزلت في قوم من اليهود هموا بقتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { فكفّ أيديهم عنكم } منعهم عن الفتك بكم { واتقوا الله } أي مخالفة أمره.