الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } * { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: { ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا } برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما جاء به وقرنوا ايمانهم بالتقوى التي هي الشريطة في الفوز بالإِيمان { لكفرنا عنهم سيئاتهم } ولم نؤاخذهم { ولأدخلناهم جنات النعيم } { ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل } الآية، أقاموا أحكامها وحددوهما وما فيهما من بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، { وما أنزل اليهم } من سائر الكتب من الله تعالى لأنهم مكلفون بالايمان بجميعها فكأنها أنزلت إليهم، وقيل: هو القرآن { لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم } أي تفيض عليهم بركات من السماء وبركات من الأرض، وان تكثروا الأشجار والثمرة والزروع المغلة، وأن يرزقهم الجنات، ويلتقطون ما تساقط على الأرض من تحت أرجلهم { منهم أمة مقتصدة } مستقيمة على طريقة مؤمنة بعيسى وبمحمد (عليهم السلام) كعبد الله بن سلام وأصحابه من اليهود، وقيل: المقتصدة العادلة { وكثير منهم ساء ما يعملون } قيل: هو كعب بن الأشرف وأصحابه والروم { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } قال جار الله: جميع ما أنزل الله اليك، وقيل: نزلت في عبد اليهود قال في الثعلبي: يعني بلغ في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ولما نزلت الآية أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه " وروي في الحاكم أنها نزلت في علي (عليه السلام)، قال في الثعلبي: " لما نزلت أخذ بيد علي (عليه السلام) فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى، قال: " هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال: فاستقبله عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " ، قوله تعالى: { والله يعصمك من الناس } أي يضمن العصمة من أعدائك يعني يمنعك من أعدائك أن ينالوك بسوء، فإن قيل: فما وجه هذه الآية وقد شج جبينه وكسرت رباعيته وأوذي عن عدة مواطن؟ فالجواب: أن معناها: { والله يعصمك من الناس }: من القتل ولا يصلون إلى قتلك، وقيل: نزلت هذه الآية بعدما شج جبينه وكسرت رباعيته، وقيل: نزلت في صلة الرحم، وقيل: بلغ سائر الأحكام وما يوحي إليك { والله يعصمك من الناس } يعني يمنعك لأن سورة المائدة من آخر القرآن نزولاً { إن الله لا يهدي القوم الكافرين } يعني لا يمكنهم مما يريدون إنزاله بك من الهلاك، وعن أنس قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحرس حين نزلت هذه الآية فقال: " انصرفوا أيها الناس قد عصمني الله من الناس " { قل يا أهل الكتاب لستم على شيء } من الدين ما لم تقرؤا بالكتاب وبالقرآن { وما أنزل إليكم } من صفة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).