الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ ٱلْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيّبَـٰتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِيۤ أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإِيمَٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ }

{ يسألونك ماذا أُحلَّ لهم } من المطاعم كأنهم حين تلا عليهم ما حرم عليهم من خبائث المأكل سألوا عمَّا أحلَّ لهم منها، فقيل: { أُحلَّ لكم الطيبات } أي ما ليس بخبيث منها، وهو كل ما لم يأت تحريمه في كتاب أو سنَّة أو قياس مجتهد { وما عَلَّمْتُم من الجوارح } عطف على الطيبات والجوارح الكواسب من سباع البهائم والطيور والكلب والفهد والنمر والعقاب { مُكلِّبِين } ، المكلب مؤدب الجوارح ومضربها بالصيد ورائضها لذلك بما علم من الجبل وطرق التأديب، وإنما خصَّ الكلب لأن التأديب أكثر ما يكون فيه، أو لأن السبع يسمى كلباً، ومنه قوله (عليه السلام): " اللهم سلِّط عليه كلباً من كلابك " فأكله الأسد { تعلِّمُونهنَّ مِمَّا علَّمكم الله } من علم التكليب لأنه الهام من الله، ومكتسب بالعقل، وقيل: مما عرفكم أن تعلموه من اتباع الصيد، وإرسال صاحبه، وانزجاره بزجرة، وانصرافه بدعائه. قال جار الله: فإن قلتَ: إلى ما يرجع الضمير في قوله: { واذكروا اسم الله عليه }؟ قلتُ: إما أن يرجع إلى ما أمسكن على معنى وسموا عليه إذا أدركتم ذكاته أو إلى: { ما علَّمْتُم من الجوارح } أي سموا عليه عند إرساله اليوم، قيل: أراد الوقت يوم نزوله { أحلَّ لكم الطيبات } يعني أبيح لكم الحلال من الذبائح والمطاعم { وطعام الذين أُوتوا الكتاب } قيل: هو ذبائحهم، وقيل: جميع مطاعمهم، وقيل: لا تحل ذبائحهم، والمراد بالمطاعم الحنطة والشعير عن القاسم ويحيى (عليهم السلام) { وطعامكم حلٌّ لهم } فلا عليكم أن تطعمونهم، وقيل: أراد الذبائح { والمحصنات } الحرائر العفائف وتخصيصهنَّ نعت على تخيير المؤمنين لنطفهم والإِماء من المسلمين يصح نكاحهنَّ بالاتفاق { والمحصنات من الذين أُوتوا الكتاب } هم اليهود والنصارى، واختلفوا في معناه قيل: نساء أهل الكتاب عن أكثر المفسرين والذين آمنوا منهم إزالة الشبهة أي من كانت يهودية فآمنت يجوز أن يتزوج بها عن يحيى والقاسم (عليهم السلام)، وقيل: أراد الحرائر من أهل الكتاب فتحلَّ الحرائر، ولا تحل الإِماء عن مجاهد وجماعة، وإليه ذهب الشافعي { ولا متخذي أخدان } ، حرائر والخدن يقع على الذكر والأنثى { ومن يكفر بالإِيمان } الذي أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { وهو في الآخرة من الخاسرين }.