الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { ما جعل الله من بحيرة } قال جار الله: كان أهل الجاهلية إذا نتجت الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها أي شقوها وحرّموها، لا تركب ولا يحمل عليها شيء ولا تطرد عن ماء ولا مرعى، واسمها البحيرة، وقوله: { ولا سائبة } قال: وكان الرجل يقول: إذا قمت من سفري أو شفيت من مرضي فناقتي سائبة وجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وقيل: كان الرجل إذا اعتق عبداً قال: هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث، وإذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم، وإذا ولدت ذكر فهو لآلهتهم، وإن ولدت ذكر وأنثى قالوا وصلت: أخاها، ولم يذبحوا الذكر لآلهتهم، وإذا نتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا: قد حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يمنع عن ماء ولا مرعى، وهو الحام عندهم، ومعنى: { ما جعل الله } ما شرع ذلك ولا أمر بالتبحير والتسييب وغير ذلك، قوله تعالى: { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون } فلا ينسبون التحريم الى الله تعالى ولكنهم يقلدون في تحريمها كبارهم، قال جار الله والواو في قوله: { أو لو كان آباؤهم } واو الحال فدخلت عليها همزة الانكار والمعنى ان الاقتداء إنما يصلح بالعالم للمهتدي، قوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم } يعني التزموا صلاح أنفسكم بما ينجِّيها من عذاب الله تأمنوا من العذاب، وتستحقوا جزيل الثواب، وقوله: { عليكم أنفسكم } يقول: أصلحوها بطاعة الله تعالى { لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } يريد الله سبحانه أنه لا يضركم ضلال المضلين، ولا تحاسبون بفعل المبطلين، وروي أن اليهود قالوا للمسلمين: كيف تطمعون في النجاة وآباؤكم مشركون ولستم بناجين من فعلهم؟ فنزلت هذه الآية، وقال أيضاً:ولا تزر وازرة وزر أخرى } [الأنعام: 164] أخبر الله تعالى أنه لا يعذب أحداً بذنب أحد والداً كان أو ولداً، قال جار الله: كان المؤمنون تذهب أنفسهم حسرة على أهل العتو والعناد من الكفرة ويتمنون دخولهم في الاسلام فقيل لهم: عليكم أنفسكم، وليس المراد به ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن ابن مسعود أنها قرئت عنده هذه الآية فقال: ليس هذا بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكن يوشك أن يأتي زمان تأمرون فلا تقبل منكم، فحينئذٍ عليكم أنفسكم، فعلى هذا هي تسلية لمن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، فلا تقبل، وعنه ليس هذا بزمانها، قيل: فمتى هو؟ قال: إذا جعل دونها السوط والسيف والحبس.