الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } * { سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } * { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً } * { وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً } * { وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً }

{ إن الذين يبايعونك } الآية نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا أهل الحديبية ألفاً وأربع مائة بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الشجرة على الموت وعلى أن لا نفر، فما نكث أحد منا البيعة إلا جدّ بن قيس، فكان منافقاً اختبأ تحت ابط بعيره { يد الله فوق أيديهم } أي يد رسول الله التي تعلو يدي المنافقين هي يد الله، والله تعالى منزهاً عن الجوارح وعن صفات الأجسام وإنما المعنى تقدير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما كقوله: { من يطع الرسول فقد أطاع الله } والمراد بيعة الرضوان { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } أي يرجع وبال ذلك النكث عليه { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً } { سيقول لك المخلفون من الأعراب } ، قيل: نزلت الآية في غفار وجهينة وأشجع وأسلم والذين تخلفوا عن الحديبية، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشعر الأعراب حول المدينة لما أرادوا الخروج إلى مكة معتمراً حذراً من قريش، وأحرم وساق الهدي ليعلموا أنه لا يريد حرباً، فتثاقل عنه كثير من الأعراب واعتلوا بالشغل فنزلت الآية، وقيل: نزلت في المتخلفين عن غزوة تبوك لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحديبية اعتذروا بالمعاذير الكاذبة { شغلتنا أموالنا وأهلونا } يعني اشتغلنا بأمرهما وخفنا الضياع عليهما لو خرجنا معك { فاستغفر لنا } أي اطلب لنا المغفرة من الله فرد الله عليهم أنهم قالوا: { بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } من العذر وطلب الاستغفار { قل } يا محمد { فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً } قيل: أراد خير الدنيا ونفعها { بل كان الله بما تعملون خبيراً } أي عالماً بأعمالكم { بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً } قيل: أنهم ظنوا أنهم لا يرجعون من سفرهم لأن العدو يستأصلهم والله أعلم { وزين ذلك في قلوبكم } قيل: زينه الشيطان، وقيل: زينه بعضهم لبعض { وكنتم قوماً بوراً } هالكين { ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيراً } { ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء } بشرط التوبة والايمان { ويعذّب من يشاء } بترك الايمان والطاعة والإِصرار على الكبائر { وكان الله غفوراً رحيماً } { سيقول المخلفون } ، قيل: عن الحديبية، وقيل: عن تبوك { إذا انطلقتم إلى مغانم } خيبر على أنه في شأن الحديبية، وقيل: غنائم مطلقة إذا ان المسلمين غالبون غانمون { لتأخذوها } أي تلك الغنائم { يريدون أن يبدلوا كلام الله } قيل: ما وعد الله أهل الحديبية أن الغنيمة [غنيمة خ] خيبر لهم خاصة، وقيل: النفير كقوله:لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً }

السابقالتالي
2