الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } * { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } * { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } * { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }

{ ذلك } إشارة إلى التسويل من الشيطان، يعني إنما يمكن الشيطان منهم وقبلوا منه لما في قلوبهم من الكيد والخيانة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولولا ذلك ما قبلوا { بأنهم } يعني المنافقين والكفار أهل الكتاب، وقيل: الذين اهتدوا { قالوا للذين كفروا ما نزّل الله } وهم المشركون { سنُطيعكم في بعض الأمر } يعني مخالفة محمد والقعود عن الجهاد { والله يعلم إسرارهم } أي يعلم ما يخفون في ضمائرهم { فكيف إذا توفتهم الملائكة } أي يقبضون أرواحهم عند الموت { يضربون وجوههم وأدبارهم } عقوبة لهم وفضيحة { ذلك } أي ما تقدم ذكره من العذاب بما نالهم { بأنهم اتبعوا ما أسخط الله } من الكفر والفسق { وكرهوا رضوانه } وهو الايمان والطاعة { فاحبط أعمالهم } قيل: أبطل ما عملوا في كيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين وأظهره عليهم، وقيل: أحبط ثواب أعمالهم التي هي محاسن عقلية نحو فك الأسارى وصلة الرحم وقرى الضيف { أم حسب } ظنّ { الذين في قلوبهم مرضٌ } ونفاق { أن لن يخرج الله أضغانهم } أي أحقادهم وبغضهم للنبي والمؤمنين { ولو نشاء لأريناكهم } لأعلمناكهم { فلعرفتهم بسيماهم } بعلاماتهم ووصفهم، وروى أنس قال: ما خفي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين شكوهم الناس، فناموا ليلة فأصبحوا وعلى وجه كل واحد منهم هذا منافق { ولتعرفنهم في لحن القول } أي فيما يظهر في مجاري كلامهم، وقيل: لحن القول في المعاذير الكاذبة { والله يعلم أعمالكم } أي لا ينفعكم كتمانه فإنه تعالى يعلمه ويجازي عليه { ولنبلوّنكم } نعاملكم معاملة المختبر بالأمر والنهي { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } ، قيل: يعلم البالي، وقيل: يعامله معاملة من يطلب العلم، وقيل: حتى يميز المعلوم يعني المجاهد والمخلص من غيره، وذكره العلم وأراد المعلوم لأن الاختبار يريد ليعلم المعلوم { ونبلو أخباركم } ، قيل: نبين أخباركم وأعمالكم، وقيل: نجازيكم عليها { ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } ، قيل: أعرضوا عن دينه والآية نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا عشرة { وشاقوا الرسول } عصوه { من بعدما تبين لهم الهدى } أنصح لهم الحق بالأدلة، وقيل: هم المنافقون آمنوا ثم كفروا، وقيل: هم أهل الكتاب، وقيل: علماء السوء ورؤساء الضلال { لن يضروا الله شيئاً } بكفرهم فإن وبال عنادهم يعود عليهم { وسيحبط أعمالهم } التي قدروها طاعة وليست كذلك { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فيما أمركم { ولا تبطلوا أعمالكم } بالمعاصي، وقيل: بالعجب والرياء، وقيل: بالكبائر { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } أصروا على الكفر { فلن يغفر الله لهم } ثم عاد الكلام إلى الجهاد فقال سبحانه: { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم } قيل: لا تضعفوا وتملوا لقاء العدو، وقوله: { وتدعوا إلى السلم } إلى الصلح والمسالمة { وأنتم الأعلون } أي القاهرون والغالبون إشارة إلى أن الغلبة للمؤمن في الدنيا والثواب في الآخرة { والله معكم } أي ناصركم { ولن يتركم أعمالكم } ، قيل: لا ينقصكم أجوركم بل يثيبكم عليها ويزيدكم من فضله.