الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } * { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ } * { أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ } * { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ }

{ ويقول الذين آمنوا } حرصاً على الجهاد { لولا نزّلت سورة } بالجهاد { محكمة } بالأمر والنهي قال قتادة: كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي ملحمة محكمة وهي أشد القرآن على المنافقين { وذكر فيها القتال } أي أمروا به { رأيت } يا محمد { الذين في قلوبهم مرضٌ } أي شك وكفر يعني المنافقين { ينظرون إليك } من الخوف والجبن { نظر المغشي عليه } وهو نظر شزر بتحديق شديد مخافة القتال كنظر المغشي عليه { من الموت } كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت { فأولى لهم } وعيد، يعني فويل لهم، ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه { طاعة وقول معروف } كلام مستأنف أي طاعة وقول خير لكم، وقيل: هي حكاية قولهم أي قالوا: طاعة وقول معروف، وقيل: طاعة وقول معروف أمثل لهم وأولى بالحق { فإذا عزم الأمر } أي جدّ العزم والعزم الجدّ لأصحاب الأمر { فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } فيما زعموا من الحرص على الجهاد، أو فلو صدقوا في إيمانهم وأطاعت قلوبهم فيه ألسنتهم لكان خيراً لهم { فهل عسيتم إن توليتم } الآية نزلت في بني أميَّة وبني هاشم وهو ترك القبول، يعني أمرتم بالطاعة فأعرضتم عنها، وقيل: هو من الولاية، والمعنى هل تقدرون إذا أمرتم بالطاعة وأعرضتم { أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } يعني هل تقدرون أنكم تتمكنون في الأرض فتفسدوا بالقتل والأسر وتقطعوا أرحامكم لمحاربة أقاربكم من المسلمين فآيسهم الله تعالى مما قدروا، وقيل: معناه لعلكم إن أعرضتم عن القرآن أن تفسدوا في الأرض وتعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية وفي قراءة علي بن أبي طالب (عليه السلام) { توليتم } أي تولاكم ولاة غشمة خرجتم معهم ومشيتم تحت لوائهم وفسدتم بإفسادهم، وقرئ وتقطعوا من التقطيع والتقطع { أولئك } إشارة إلى المذكورين { لعنهم الله } لإِفسادهم تقطعهم أرحامهم { فأصمّهم وأعمى أبصارهم } أي لا يعون ما يسمعون، ولا ينظرون ما به يعتبرون فهم بمنزلة الأصم والأعمى { أفلا يتدبرون القرآن } ويتفكرون فيه في أوامره ونواهيه { أم على قلوب أقفالها } وأم بمعنى بل، يعني أن قلوبهم مقفلة لا يوصل إليها ذكر { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبيّن لهم الهدى } أي تركوا الإِسلام بعدما تبين لهم طريق الحق، قيل: أهل الكتاب، وقيل: هم المنافقون والله أعلم { الشيطان سول لهم وأملى لهم } ، قيل: زين لهم أفعالهم ما وافق هواهم، وقوله: أملى لهم، قيل: أوهمهم طول العمر مع الأمن من المكاره، وأبعد لهم في الأمل والأمنية.