الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } * { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } * { وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }

{ والذي قال لوالديه أفٍّ } الآية نزلت في عبد الرحمان بن أبي بكر قبل إسلامه، وقيل: دعاه أبواه أبو بكر وأمه إلى الإِسلام فأفف بهما وقالوا: بعثوا إلى جدعان بن عمر وعثمان بن عمر وهما من أجداده ومشايخ قريش حتى أسألهم عما يقول محمد، وأنكرت عائشة نزولها فيه، وقيل: هي في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث، وعن قتادة هو نعت عبد سوء عاق بوالديه فأحد لربه والله أعلم، وقوله: { أفٍّ لكما } ، قيل: كلمة ضجر، وقيل: هي كلمة، تقال لكل من أتى أمراً قبيحاً { أتعدانني أن أخرج } بعد الموت حيَّاً وأبعث للجزاء { وقد خلت القرون من قبلي } أي مضت القرون من قبلي هلكوا فلم يبعث منهم أحدٌ { وهما يستغيثان الله } أي يطلبان الغوث منه ويقولان: { ويلك آمن } ترحما { إن وعد الله حقٌّ } في البعث والجزاء فقال: { ما هذا إلا أساطير الأولين } يعني ما هذا إلا شيء كتبه الأولون { أولئك الذين حق عليهم القول } أي وجب عليهم الوعيد بالعذاب { في أمم قد خلت } أي مضت { من قبلهم من الجن والإِنس إنهم كانوا خاسرين } لأنفسهم إذ أهلكوها بالمعاصي { ولكل درجات مما عملوا } أي منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من خير وشر { وليوفيهم أعمالهم } أي جزاء أعمالهم من الثواب والعقاب { وهم لا يظلمون } أي لا ينقصون شيئاً { ويوم يعرض الذين كفروا على النار } ليروا أهوالها فقال لهم توبيخاً: { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } قيل: الطيبات القوة والشباب، وقيل: الأرزاق أنفقوها في شهواتهم. وقيل: الملاذ والملاهي ونعيم الدنيا، أي أذهبتم في المعاصي غافلين عن الآخرة لأنها باقية دون الدنيا فإنها فانية { واستمتعتم } انتفعتم بها معرضين عن ذكر البعث { فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق } أي يرفعون عن الإِيمان { وبما كنتم تفسقون } تخرجون عن طاعة الله { واذكر } يا محمد { أخا عاد } يعني هوداً وكان أخاهم نسباً والإِنذار التخويف { قومه } وهم عاد وكانت العرب تعرف ديارهم { بالأحقاف } وهو ما بين عمان إلى حضرموت، وقيل: كانوا من أهل اليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر { وقد خلت } مضت { النذر } يعني الرسل المنذرين المخوفين { من بين يديه } أي من قبل هود ومن بعده، وروي أن في قراءة ابن مسعود من يعبده { ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم } إن فعلتم ذلك { عذاب يوم عظيم } ، قيل: عذاب الآخرة، وقيل: عذاب الاستئصال، وكان من جوابهم أن { قالوا } لهود: { أجئتنا لتأفكنا } لتصرفنا { عن آلهتنا } التي نعبدها { فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصادقين } في ذلك، يعني في العذاب، وقيل: في النبوة، وكان استعجالهم على وجه التكذيب { قال } هود { إنما العلم عند الله } أي هو يعلم وقته { وأبلغكم ما أرسلت به } إليكم يعني ليس علي إلا تبليغ الرسالة { ولكني أراكم قوماً تجهلون } في استعجال العذاب.