{ وقال الذين كفروا } الآية نزلت في اليهود قالوا: { لو كان } دين محمد { خيراً ما سبقونا إليه } يعنون الفقراء مثل عمار وصهيب وابن مسعود { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } متقادم يعنون أساطير الأولين { ومن قبله } أي من قبل القرآن ونزوله { كتاب موسى } أنزله { إماماً } يؤتم به في الدين ودلالة { ورحمة } أي نعمة إلى العباد { وهذا } يعني القرآن { كتاب مصدق } الآيات والكتب، وقيل: لأنه ورد موافقاً لما فيها ولأنه يخبر بأنها حق { لساناً عربيَّاً } أي بلغة العرب { لينذر } ليخوف { الذين ظلموا } بالعذاب { وبشرى للمحسنين } { إن الذين قالوا ربنا الله } أي خالقنا ومالكنا { ثم استقاموا } بما لزمهم عقلاً وشرعاً { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } { أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها } دائمين { جزاء بما كانوا يعملون } { ووصيّنا الإِنسان بوالديه إحساناً } أي أمرنا بالإِحسان إليهما ثم بيَّن ما لهم من الحق وذلك أقل الحمل، وقيل: نزلت في سعيد بن أبي وقاص { حتى إذا بلغ أشدّه } عن قتادة، ثلاث وثلاثين سنة وذلك أول الأشد وغايته إلى الأربعين، لم يبعث الله نبياً إلا بعد الأربعين { قال رب أوزعني } ، قيل: ألهمني، وقيل: معناه وفقني للعمل الصالح { أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي } لأن النعمة على الآباء تكون نعمة على الأولاد { وأن اعمل صالحاً ترضاه } أي لا أعمل من الطاعات إلا ما يرضاه { وأصلح لي في ذريتي } ، قيل: وفق لي ولذريتي العمل الصالح فيكون دعاؤه دعاء لأولاده، وقيل: ارزقني ذرية صالحة فيكون دعاؤه لنفسه { إني تبت إليك } أي رجعت إليك { وإني من المسلمين } المنقادين لله { أولئك الذين نتقبَّل عنهم } يعني من تقدم ذكره { أحسن ما عملوا } يعني جزاء أعمالهم وهو الطاعات { ونتجاوز عن سيئاتهم } ، قيل: هي الصغائر، وقيل: جميع ذنوبهم يغفرها بالتوبة { في أصحاب الجنة } أي مع أصحاب الجنة { وعد الصدق } لا خلف فيه { الذي كانوا يوعدون } على ألسنة الرسل.