الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } * { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلٰثُونَ شَهْراً حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحاً تَرْضَٰهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

{ وقال الذين كفروا } الآية نزلت في اليهود قالوا: { لو كان } دين محمد { خيراً ما سبقونا إليه } يعنون الفقراء مثل عمار وصهيب وابن مسعود { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } متقادم يعنون أساطير الأولين { ومن قبله } أي من قبل القرآن ونزوله { كتاب موسى } أنزله { إماماً } يؤتم به في الدين ودلالة { ورحمة } أي نعمة إلى العباد { وهذا } يعني القرآن { كتاب مصدق } الآيات والكتب، وقيل: لأنه ورد موافقاً لما فيها ولأنه يخبر بأنها حق { لساناً عربيَّاً } أي بلغة العرب { لينذر } ليخوف { الذين ظلموا } بالعذاب { وبشرى للمحسنين } { إن الذين قالوا ربنا الله } أي خالقنا ومالكنا { ثم استقاموا } بما لزمهم عقلاً وشرعاً { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } { أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها } دائمين { جزاء بما كانوا يعملون } { ووصيّنا الإِنسان بوالديه إحساناً } أي أمرنا بالإِحسان إليهما ثم بيَّن ما لهم من الحق وذلك أقل الحمل، وقيل: نزلت في سعيد بن أبي وقاص { حتى إذا بلغ أشدّه } عن قتادة، ثلاث وثلاثين سنة وذلك أول الأشد وغايته إلى الأربعين، لم يبعث الله نبياً إلا بعد الأربعين { قال رب أوزعني } ، قيل: ألهمني، وقيل: معناه وفقني للعمل الصالح { أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي } لأن النعمة على الآباء تكون نعمة على الأولاد { وأن اعمل صالحاً ترضاه } أي لا أعمل من الطاعات إلا ما يرضاه { وأصلح لي في ذريتي } ، قيل: وفق لي ولذريتي العمل الصالح فيكون دعاؤه دعاء لأولاده، وقيل: ارزقني ذرية صالحة فيكون دعاؤه لنفسه { إني تبت إليك } أي رجعت إليك { وإني من المسلمين } المنقادين لله { أولئك الذين نتقبَّل عنهم } يعني من تقدم ذكره { أحسن ما عملوا } يعني جزاء أعمالهم وهو الطاعات { ونتجاوز عن سيئاتهم } ، قيل: هي الصغائر، وقيل: جميع ذنوبهم يغفرها بالتوبة { في أصحاب الجنة } أي مع أصحاب الجنة { وعد الصدق } لا خلف فيه { الذي كانوا يوعدون } على ألسنة الرسل.